النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[واو القسم]

صفحة 1104 - الجزء 2

  تَذْكُرُ يُوسُفَ}⁣(⁣١) وإن كان منفيا، وإن كانت مستقبلة بالسين وسوف اكتفي باللام نحو: (واللّه ليقوم زيد) و (لسوف يقوم زيد)، خلافا للكوفيين⁣(⁣٢)، فإنهم منعوا من دخول اللام عليهما، لأنها عندهم للحال.

  قوله: (وقد⁣(⁣٣) يحذف جوابه إذا اعترض)، يعني جواب القسم إذا اعترض القسم أي توسط بين المبتدأ والخبر، نحو: (زيد واللّه قائم) وبين الشرط والجزاء، نحو: (إن تعطني واللّه أشكرك) أو بين الصلة [و ١٣٥] الموصول، نحو: (الذي واللّه يقوم) أو بين الفعل والفاعل، نحو: (قام واللّه زيد)، أو (يقوم واللّه زيد).

  قوله: (أو تقدمه ما يدل عليه)⁣(⁣٤)، نحو: (زيد قائم واللّه)، وإنما حذفت جوابه في هذه الجمل في المعنى هي المقسم عليها، لكن منع من كونها جوابا مانع لفظي، وهو عدم تلقيها بما يتلقى به جواب القسم لّما تأخر، وقد جاء جواب القسم محذوفا، ومن غير ما يقوم مقامه نحو: {وَالْفَجْرِ ١ وَلَيالٍ عَشْرٍ}⁣(⁣٥) {وَالشَّمْسِ وَضُحاها}. وتقديره: ليعاقبنّ وليدمدمنّ عليهم ربهم، وقيل: جوابه مذكور وهو {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ}⁣(⁣٦) و {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها}⁣(⁣٧).


(١) يوسف ١٢/ ٨٥ تمامها: {قالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ}

(٢) ينظر شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٥٠٩، وشرح الرضي ٢/ ٣٣٨.

(٣) في الكافية المحققة لا يوجد (قد).

(٤) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٤٠ وما بعدها.

(٥) الفجر ٨٩/ ١ - ٢.

(٦) الفجر ٨٩/ ١٤.

(٧) الشمس ٩١/ ٩.