النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[في منذ ومذ]

صفحة 1108 - الجزء 2

  الحرف إلى زيادة الاسم، ولا يجيز البصري زيادة الاسم، وأما (مثلك لا يبخل) فمن الكناية وليست زائدة.

  قوله: (وقد تكون اسما) وذلك بدلالة دخول حرف الجر عليها، نحو:

  [٧٤٨] يضحكن عن كالبرد المنهمّ⁣(⁣١) ... ... -

  وتأول بعضهم على حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه، وبعضهم على أن كاف التشبيه اسم وليس بحرف، وزاد بعضهم من معانيها، التعليل نحو: {وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ}⁣(⁣٢).

[في منذ ومذ]

  قوله: (منذ ومذ)⁣(⁣٣)، ذهب الجمهور إلى حرفيتهما، لأن الحرفية أكثر، وبعضهم إلى اسميتهما، لأنهما قد ثبت لهما فلا يخرجان عنها إلا بدليل، وكونهما بمعنى (في) أو (من) لا يضرّ.

  قوله: (للزمان)، يعني أن استعمالهما في الابتداء للزمان، كاستعمال (من) في الابتداء في المكان.

  قوله: (للابتداء في الماضي والظرفية في الحاضر) [نحو: ما رأيته


(١) الرجز للعجاج في ملحق ديوانه ٢/ ٣٢٨، وينظر شرح المفصل ٨/ ٤٢، وشرح المصنف ١٢٢، وشرح الرضي ٢/ ٣٤٣، ومغني اللبيب ٢٣٩، وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٠٣، والجنى الداني ٧٩، وأوضح المسالك ٣/ ٥٤، وهمع الهوامع ٢/ ٣١، والمقاصد النحوية ٣/ ٢٩٤، وخزانة الأدب ١٠/ ١٦٦ - ١٦٨. وتمامه:

بيض ثلاث كنعاج جمّ

والشاهد فيه قوله: (عن كالبرد) حيث جاءت الكاف اسما بمعنى مثل بدليل دخول حرف الجر عليها.

(٢) البقرة ٢/ ١٩٨ وتمامها: {... فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ}

(٣) ينظر الجنى الداني ٣٠٤ و ٥٠٠ وما بعدها. ومغني اللبيب ٤٤١ وما بعدها ...