النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[ان]

صفحة 1114 - الجزء 2

  عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ}⁣(⁣١) فيمن رفع (كيد) و (الميتة) على جعل (ما) وصلتها اسم (إن)، وكيد ساحر خبرين، وإما نصبهما فهو على جعل (ما) كافة، وكيد ساحر معمولان (لصنعوا وحرّم)، وإن كانت (ما) غيرهما ألغيت (إنّ) عن العمل لزوال الاختصاص، ووجب رفع ما بعدها على الابتداء والخبر، و (ما) كافة نحو: (إنما زيد قائم)، قال تعالى: {إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ}⁣(⁣٢) وقال ابن درستويه:⁣(⁣٣) (ما) اسمها بمنزلة ضمير الشأن والجملة بعدها هي الخبر، ولا تفتقر إلى عائد كما في ضمير الشأن.

  قوله: (على الأصح⁣(⁣٤)) إشارة إلى جواز الإعمال مع (ما)، وهو مذهب الزمخشري⁣(⁣٥) والمصنف⁣(⁣٦) وجماعة قياسا على وروده في (ليتما)، نحو:

  [٧٥١] قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا⁣(⁣٧) ... ...

  وروي برفع الحمام ونصبه. وسيبويه⁣(⁣٨) والفراء⁣(⁣٩) قصروه على (ليتما)


= القرطبي ٥/ ٤٢٦٤، وحجة القراءات بن زنجلة ٤٥٨.

(١) البقرة ٢/ ١٧٣ وتمامها: {إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ}. وقرأ ابن أبي عبلة برفع (الميتة) و (ما) بعدها) فتكون ما موصولة اسم العائد عليها محذوف. ينظر البحر المحيط ١/ ٦٦٠.

(٢) فصلت ٤١/ ٦، وتمامها: {قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ}.

(٣) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٤٨.

(٤) في الكافية المحققة (الأفصح).

(٥) ينظر المفصل ٢٩٢.

(٦) ينظر شرح المصنف ١٢٢.

(٧) سبق تخريجه ص ٤٧٩.

(٨) ينظر الكتاب ٢/ ١٣٧ - ١٣٨.

(٩) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٤٨.