النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الفرق بين المفتوحة والمكسورة،]

صفحة 1118 - الجزء 2

  قوله: (وكسرت⁣(⁣١) ابتداء)⁣(⁣٢)، يعني في أول كل جملة سواء كانت من أول الكلام نحو: (إن زيدا قائم)، أو من وسطه نحو: (أكرم زيدا إنه أهل لذلك).

  قوله: (وبعد القول): وذلك لأنه تحكى به الجمل، نحو: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ}⁣(⁣٣) سواء كان القول اسم فاعل، أم مفعول، أم فعلا ماضيا، أم مستقبلا، أم أمرا، أم نهيا، فهي مكسورة غالبا، لأنها داخلة في صلة القول، ومنهم من احترز عن القول المجرى ومن المحكي الذي فيه لفظ المفتوحة فإنها تفتح في هذه المواضع⁣(⁣٤).

  قوله: (وبعد الموصول)، وذلك أن الصلة لا تكون إلا جملة، كقوله:

  {وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ}⁣(⁣٥) وهذه الأمثلة التي ذكر أراد بها التمثيل لا الحصر، اكتفاء بما تقدم من الضابط، وتكون مكسورة في جواب القسم نحو: (واللّه إن زيدا قائم)، لأنه جملة، وبعد النداء، (يا زيد إن عمرا قائم)، وبعد حرف التنبيه، نحو: {أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ}⁣(⁣٦) لأنه ذكر معها الجملة غالبا ومع لام التأكيد، نحو: (علمت أن زيدا لقائم)، لأن لام الابتداء موضوعة


(١) في الكافية المحققة فكسرت.

(٢) قال المصنف في شرحه ١٢٣: (لأنه لا يقع هذه المواقع إلا الجملة، ولأن المفتوحة لا يبتدأ بها). ينظر الهمع ٢/ ١٦٥ - ١٦٧ وما بعدها.

(٣) سبأ ٣٤/ ٤٨ وتمامها: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}.

(٤) ينظر مواضع فتح همزة إنّ وكسرها في الجنى الداني ٤٠٤ وما بعدها، ورصف المباني ٢٠٥ وما بعدها، والأصول ١/ ٢٦٢ وما بعدها.

(٥) القصص ٢٨/ ٧٦ وتمامها: {إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ...}.

(٦) يونس ١٠/ ٦٢ وتمامها: {أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}.