[الفرق بين المفتوحة والمكسورة،]
  بمعنى (حقا)، والكسر على أن (أما) حرف استفتاح. كما لا نقول: (أما أنك) كما نقول: (ألا إنك قائم) قال تعالى: {أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا}(١) وإن في موضع الجملة.
  السادس: بعد (حتى) فالفتح حيث [تكون](٢) جاره أو عاطفة على مفرد، نحو: (عجبت من إمورك حتى أنك بها حزين)، (وعرفت أحوالك حتى أنك عالم)،
  والكسر حيث تكون ابتداء أو عاطفة على جملة، نحو: (ما قام القوم حتى إن زيدا قائم)، و (زيد مريض حتى إن الأطباء حوله).
  السابع: بعد (لا جرم) نحو قوله تعالى: {لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ}(٣) فمن كسر وهو الأقل، فلما في معنى (جرم) من القسم لأنه يجاب بما يجاب به، والذين فتحوا اختلفوا في معنى (جرم)، فذهب سيبويه(٤) والخليل: أن (لا) إما ردّ للكلام السابق أو زائد، فكما في (لا أقسم)، و (جرم) حقا، وأن فاعله، وقال الفراء(٥)، لا جرم في الأصل بمعنى (لا بدّ) (لا محالة)، والفعل والفعل يشتركان في المصادر ال (بخل) والبخل وال (رشد) والرّشد ومعناها القطع كمعنى (لا بد) فلما كثرت صارت بمعنى القسم وفتحت
(١) هود ١١/ ٦٠ وتمامها: {وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ}.
(٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٣) النحل ١٦/ ٦٢ وتمامها: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ}.
(٤) ينظر الكتاب ٣/ ١٣٧ - ١٣٨، والجنى ٤١٣، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الأول ٢/ ٥٧٦.
(٥) ينظر معاني القرآن للفرّاء ٢/ ٨، وشرح الرضي ٢/ ٣٥١، وعبارة الفرّاء منقولة عن الرضي.