النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الفرق بين المفتوحة والمكسورة،]

صفحة 1121 - الجزء 2

  [٧٥٦] وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا ... إذا أنه عبد القفا واللهازم⁣(⁣١)

  فإن كسرت [و ١٣٧] فالجملة في موضع ابتداء، وكان المراد وهو عبد القفا كأنه شاهده على غير صفة العمل، فقال: هو عبد بئس العبد، وإن نصبت فهو مبتدأ وخبره إذا قيل: محذوف وتقديره، فإذا عبودية قفاه حاصلة، أو المعنى إثارته وفعله فعل العبد وليس بعبد.

  والثالث: حيث يبتدأ باسم الإشارة، ويحذف خبره ثم يعطف ب (أنّ) نحو قوله تعالى: {ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ}⁣(⁣٢). فإن كسرت فتعطف إنّ مع جزئيها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها، وكان من عطف الجملة على الجملة، وإن فتحت فعلى ثلاثة أوجه، إما عطف على الخبر المقدر أو على المبتدأ المذكور ويكون الخبر المقدر خبرا عنهما، أو على أنها مبتدأة وخبرها محذوف.

  والرابع: إذا وليت أول نحو: (أول ما أقول أني أحمد اللّه) فالفتح على أن (ما) مصدرية، وقول مصدر لا بمعنى مقول تقديره: (أول قولي حمد اللّه)، والمراد أقوالي، لكن المصدر لا يجمع إلا بقصد الاختلاف، والكسر على أن قولي بمعنى مقولي، وما يحتمل الصلة والمصدرية والموصوفة، وتقديره: أول الذي أقول أو مقولتي أني أحمد اللّه، ولا تحتاج إلى عائد، لأن الخبر هو المبتدأ في المعنى، وكسرت إنّ لوقوعها صدر الجملة.

  الخامس: بعد (أما) نحو: (أما أنك قائم)، فالفتح على أنها فاعله و (أما)


(١) سبق تخريجه

(٢) الأنفال ٨/ ١٨.