النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[لعل]

صفحة 1142 - الجزء 2

  قوله: (للترجي)، تقول: (لعل اللّه يغفر لي)، والفرق بينه وبين التمني، أنه لا يكون ألا في الممكن، والتمني في الممكن والمستحيل، وقد تكون لتوقع المخوف نحو: لعلك {باخِعٌ نَفْسَكَ}⁣(⁣١). {لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ}⁣(⁣٢)، وزاد بعضهم التعليل نحو: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى}⁣(⁣٣) وزاد الكوفيون⁣(⁣٤) الاستفهام نحو: {وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}⁣(⁣٥) وقول النبي ÷ لأصحابه وقد خرج مستعجلا: «لعلنا أعجلناك»⁣(⁣٦)، والبصرية⁣(⁣٧) ترد ذلك إلى الترجي.

  قوله: (وشذ الجر بها)، يعني ب (لعل) وروى الأخفش⁣(⁣٨) الجر ب (لعل) مفتوحة اللام الأخيرة ومكسورتها، وهي لغة بني عقيل وأنشد:

  [٧٧٥] ... ... لعل أبى المغوار منك قريب⁣(⁣٩)


(١) الكهف ١٨/ ٦ وتمامها: {فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً}.

(٢) الشورى ٤٢/ ١٧ وتمامها: (اللّه الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب).

(٣) طه ٢٠/ ٤٤ وتمامها: {فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى}.

(٤) ينظر الجنى الداني ٥٨٠، والهمع ٢/ ١٥٣.

(٥) عبس ٨٠/ ٣.

(٦) أخرجه مسلم في صحيحه في باب: إنما الماء من الماء من كتاب الحيض ١/ ٢٧٠.

(٧) ينظر الجنى الداني ٥٨٠، وهمع الهوامع ٢/ ١٥٣.

(٨) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٦١، والجنى الداني ٥٨٢ - ٥٨٣، والهمع ٤/ ٢٠٧.

(٩) عجز بيت من الطويل، وصدره:

فقلت ادع أخرى وارفع الصوت داعيا

وهو لكعب بن سعد الغنوي كما في الأصمعيات ٩٦، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٦٩، وسر صناعة الأعراب ٤٠٧، وشرح الرضي ٢/ ٣٦١، ومغني اللبيب ٣٧٧، ورصف المباني ٤٣٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٩١، وخزانة الأدب ١٠/ ٤٢٦ - ٤٢٨. وهمع الهوامع ٤/ ٢٠٧.

والشاهد فيه قوله: (لعل أبي المغوار) حيث جر ب (لعل) على لغة عقيل، ويروى (لعل أبا المغوار) ولا