النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[(أو) و (إما) و (أم)]

صفحة 1164 - الجزء 2

  عمرو قام)، ولا (جاء زيد لا قعد)، وقد يعطف بها المضارع نحو: (أقوم لا أقعد)، وإذا كررت لزمت الواو وكانت العاطفة⁣(⁣١)، ولا زائدة نحو: (جاء زيد لا بكر ولا عمرو)، وأما (بل) فهي عكس (لا) للإضراب عن الأول، موجبا كان أو منفيا نحو: (جاء زيد بل عمرو)، (وما جاء زيد بل عمرو)، والإضراب عن الأول إما لغلظ نحو: (جاء زيد بل حمار) أو لعرض نحو:

  (الدار لزيد بل لعمرو)، أو لإبطال نحو: {وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ}⁣(⁣٢). {أَ تَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ}⁣(⁣٣). أو لكون الثاني مغنيا نحو: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ}⁣(⁣٤). أو أهمّ نحو: (زيد قادم بل الأمير قادم)، {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ٤٥ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ}⁣(⁣٥) وقد يراد لا قبل (بل) في الإثبات والنفي، ومعناها راجع إلى ما قبلها نحو: (قام زيد لا بل عمرو)، فلا نفي لقولك: (قام زيد لا لما يعد بل)، ولو لم تجئ كانت الجملة الأولى مسكوتا عنها تحتمل الصدق والكذب، وإذا دخلت على النفي كانت مؤكدة نحو: (ما جاء زيد لا بل عمرو).

  قوله: (و [(لكن) لأحدهما معينا]⁣(⁣٦) و (لكن) لازمة للنفي)، يعني لا


(١) هذه العبارة من بداية شرح قوله (لا بل) إلى قوله العاطفة منقولة عن شرح الرضي دون عزو مع تصرف يسير ٢/ ٣٧٢.

(٢) الأنبياء ٢١/ ٢٦.

(٣) الذاريات ٥١/ ٥٣.

(٤) النمل ٢٧/ ٦٦ وتمامها: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ}

(٥) القمر ٥٤/ ٤٥ - ٤٦ وتمامها: {... وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ}.

(٦) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.