[(أو) و (إما) و (أم)]
  تفارقه، لأنها للاستدراك وأجازها الكوفيون(١) في الموجب ولا حجة لهم، والعطف بها إن كان في المفردات لم تعطف بها إلا بعد نفي ما قبلها لفظا، سواء كان ب (ما) أو ب (لا) أو ب (ليس) وإنما لزم ما قبلها، لأنها موضوعة للمغايرة، و (شرط) مغايرة ما قبلها لما بعدها نفيا وإثباتا من حيث المعنى، لا من حيث اللفظ(٢) فقط فهي واقعة في جميع أنواع الكلام، حتى حصلت المغايرة خلا الاستفهام والترجي والنهي والعرض والتخصيص(٣)، والمغايرة لا تكون إلا بنفي الجملة الأولى، لأن النفي للأحداث لا للجثث، نحو: (ما جاءني زيد لكن عمرو)، وتقديره: جاء، وإن كان في الجملة فلا بد من اللفظ المنفي لفظا أو معنى، لكن يجوز أن يكون المنفي لفظا قبلها نحو: (لم يقم زيد لكن قام عمرو)، وبعدها نحو:
  (قام زيد لكن لم يقم عمرو)، ومثال نفي المعنى: (قام زيد لكن عمرا قعد)، وقال الجزولي:(٤) هي في الجمل مخففة من الثقيلة وليست عاطفة، وقال يونس:(٥) هي المخففة مطلقا وعامل ما بعدها فعل مقدر حذف لدلالة الأول عليه لجواز دخول الواو عليها، وتشكل عليه حيث يليها المجرور نحو: (ما مررت بزيد لكن عمرو) وأما إذا دخلت عليها الواو فالعطف بها لا يذكر ودخول لكن معها للاستدراك فقط.
(١) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٧٨.
(٢) هذه العبارة منقولة عن شرح الرضي ٢/ ٣٧٩ دون عزو.
(٣) ينظر شرح الرضي، والعبارة منقولة عنه في ٢/ ٣٧٩.
(٤) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٨٠.
(٥) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٧٩.