النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[(أو) و (إما) و (أم)]

صفحة 1165 - الجزء 2

  تفارقه، لأنها للاستدراك وأجازها الكوفيون⁣(⁣١) في الموجب ولا حجة لهم، والعطف بها إن كان في المفردات لم تعطف بها إلا بعد نفي ما قبلها لفظا، سواء كان ب (ما) أو ب (لا) أو ب (ليس) وإنما لزم ما قبلها، لأنها موضوعة للمغايرة، و (شرط) مغايرة ما قبلها لما بعدها نفيا وإثباتا من حيث المعنى، لا من حيث اللفظ⁣(⁣٢) فقط فهي واقعة في جميع أنواع الكلام، حتى حصلت المغايرة خلا الاستفهام والترجي والنهي والعرض والتخصيص⁣(⁣٣)، والمغايرة لا تكون إلا بنفي الجملة الأولى، لأن النفي للأحداث لا للجثث، نحو: (ما جاءني زيد لكن عمرو)، وتقديره: جاء، وإن كان في الجملة فلا بد من اللفظ المنفي لفظا أو معنى، لكن يجوز أن يكون المنفي لفظا قبلها نحو: (لم يقم زيد لكن قام عمرو)، وبعدها نحو:

  (قام زيد لكن لم يقم عمرو)، ومثال نفي المعنى: (قام زيد لكن عمرا قعد)، وقال الجزولي:⁣(⁣٤) هي في الجمل مخففة من الثقيلة وليست عاطفة، وقال يونس:⁣(⁣٥) هي المخففة مطلقا وعامل ما بعدها فعل مقدر حذف لدلالة الأول عليه لجواز دخول الواو عليها، وتشكل عليه حيث يليها المجرور نحو: (ما مررت بزيد لكن عمرو) وأما إذا دخلت عليها الواو فالعطف بها لا يذكر ودخول لكن معها للاستدراك فقط.


(١) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٧٨.

(٢) هذه العبارة منقولة عن شرح الرضي ٢/ ٣٧٩ دون عزو.

(٣) ينظر شرح الرضي، والعبارة منقولة عنه في ٢/ ٣٧٩.

(٤) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٨٠.

(٥) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٧٩.