[اداتها وموارد استعمالاتها]
  [٨٠٥] ويقلنّ شيب قد علاك ... وقد كبرت فقلت إنّه(١)
  وجعل بعضهم منه {إِنْ هذانِ لَساحِرانِ}(٢) وأنكر أبو عبيدة(٣) وجماعة من النحاة كونها بمعنى (نعم) لأنه قد ثبت لها نصب الاسم ورفع الخبر فلا تخرج عنه إلا بدليل قاطع، وتأولوا ما ورد، أما (إنّ وراكبها) فهي للتأكيد، وحذف اسمها وخبرها، وهو جائز كما حذف الفعل والفاعل مع (قد) في قوله: (وكان قد) أي (وكان قد زالت) وكما حذف الشرط والجواب في قوله:
  [٨٠٦] قالت بنات العم: يا سلمى وإن ... كان فقيرا معدما قالت: وإن(٤)
  وأما فقلت إنه: فالهاء اسم (إنّ) لا هاء السكت والخبر محذوف.
(١) البيت من مجزوء الكامل، وهو لعبيد اللّه بن قيس الرقيّات في ديوانه ٦٦، وينظر الكتاب ٣/ ١٥١ - ٤/ ١٦٢، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٧٥، وسر صناعة الإعراب ٢/ ٤٩٢ - ٥١٦، وجمهرة اللغة ٦١، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٥٨٧، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٣٥٤، ورصف المباني ٢٠٠ - ٢٠٤، والجنى الداني ١١٩ - ١٢٤، ومغني اللبيب ٥٧، وشرح شواهد المغني ١/ ١٢٦، والخزانة ١١/ ٢١٣ - ٢١٦.
والشاهد فيه قوله: (فقلت إنه) حيث جاءت (إنه) بمعنى أجل.
(٢) طه ٢٠/ ٦٣، وتمامها: {قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ.} وممن جعل (إنّ) بمعنى (نعم) في الآية المبرد، ينظر البحر المحيط ٦/ ٢٣٨، ومغني اللبيب ٥٧.
(٣) ينظر مغني اللبيب ٥٦.
(٤) الرجز، لرؤبة في ملحق ديوانه ١٨٦، وينظر رصف المباني ١٨٩، ومغني اللبيب ٨٥٢، وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٣٦، وهمع الهوامع ٢/ ٦٢ - ٨٠، وخزانة الأدب ٩/ ١٤ - ١٦، والمقاصد النحوية ١/ ١٠٤.
والشاهد فيه قوله: (قالت: وإن) حيث حذف الشرط والجواب بعد إن، والتقدير: وإن كان كذلك رضيته أو تزوجته.