النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[اختصاصات الهمزة]

صفحة 1199 - الجزء 2

  فعلا في حيزها تذكرت عهودا بالحمى، وحنت إلى الإلف المألوف وعانقته، وإن لم تره في حيزها تسلت عنه ذاهلة، ويعترض بنحو: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ}⁣(⁣١) فإنّ (إن) من خواص الأفعال وقد دخلت على الاسم مع إمكان الفعل.

  الثالث قوله: (أتضرب زيدا وهو أخوك) يعني أنها تختص باستفهام الإنكار والتقرير، فالإنكار حيث يدخل على الإثبات نحو: (أتضرب زيدا وهو أخوك) قال:

  [٨٢٣] أطربا وأنت قنّسريّ⁣(⁣٢) ... ...

  والتقرير حيث تدخل على المنفي نحو: (ألم يقم زيد؟) قال تعالى: {أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}⁣(⁣٣) هذا مذهب المصنف⁣(⁣٤) والجمهور، وقال القزويني:⁣(⁣٥) إن دخلت على الإثبات فهي للتقرير وإن دخلت على النفي فالإنكار، وبالعكس، وإنما اختصت بهما الهمزة على (هل)، لأن (هل) مختصة


(١) التوبة ٩/ ٦، وتمامها: {... فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ}.

(٢) الرجز، للعجاج في ديوانه ١/ ٤٨٠، وينظر الكتاب ١/ ٣٣٨، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٥٢، والمقتضب ٣/ ٢٢٨ - ٢٦٤، والمنصف ٢/ ١٧٩، والخصائص ٣/ ١٠٤، وشرح شواهد الإيضاح ٢٤٧، وشرح الرضي ٢/ ٣٨٨، والمغني ٢٦، وشرح شواهد المغني ١/ ٤١، ٢/ ٧٢٢، وهمع الهوامع ٣/ ١٢٢، وخزانة الأدب ٦/ ٥٤٠، وتمامه:

والدهر بالإنسان دواريّ

والشاهد فيه قوله: (أطربا وأنت قنسري) حيث جاء بالاستفهام التوبيخي للمخاطب.

(٣) الشرح ٩٤/ ١.

(٤) ينظر شرح المصنف ١٣٠.

(٥) ينظر رأي القزويني في الهمع ٥/ ٢٣٠.