النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[اختصاصات الهمزة]

صفحة 1200 - الجزء 2

  بالأفعال، والإنكار والتقرير جمل حالية، والهمزة صالحة للحال والاستقبال [و ١٤٦].

  الرابع قوله: (أزيد عندك أم عمرو؟) يعني أن استفهام التعيين مما يختص الهمزة لأن (هل) وضعت للمرتبة الأولى من السؤال، وهي التي تجاب ب (نعم) أو (لا) وكذلك باب التسوية مختص بالهمزة نحو: (سواء لأقمت أم قعدت) و (لا أبالي أقمت أم قعدت).

  الخامس قوله: (و {أَ ثُمَّ إِذا ما وَقَعَ}⁣(⁣١) و {أَ فَمَنْ كانَ}⁣(⁣٢) و {أَ وَمَنْ كانَ}⁣(⁣٣)) يعني أن الهمزة تختص ب (الواو) و (الفاء) و (ثم) كما ذكر، قياس هذه الحروف التقدم على الهمزة كما تقدمت على هل، نحو: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}⁣(⁣٤)، {مُنْتَهُونَ}⁣(⁣٥) وغيرها مما له الصدر، ووجه أن الهمزة أصل في الاستفهام، فكان أصلا في الصدر من (هل)، فقدمت على حروف العطف، وقال الزمخشري:⁣(⁣٦) المستفهم عنه المحذوف وليس هو المذكور بعد حرف العطف، وتقديره: أتكفرون به ثم إذا ما وقع أمنتم


(١) يونس ١٠/ ٥١، وتمامها: {... آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ}.

(٢) هود ١١/ ١٧، وتمامها: {أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً ...}.

(٣) الأنعام ٦/ ١٢٢، وتمامها: {أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ...}.

(٤) هود ١١/ ١٤، وتمامها: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

(٥) المائدة ٥/ ٩١، وتمامها: {... وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}.

(٦) ينظر الكشاف ٢/ ٣٥١.