[اختصاصات الهمزة]
  بالأفعال، والإنكار والتقرير جمل حالية، والهمزة صالحة للحال والاستقبال [و ١٤٦].
  الرابع قوله: (أزيد عندك أم عمرو؟) يعني أن استفهام التعيين مما يختص الهمزة لأن (هل) وضعت للمرتبة الأولى من السؤال، وهي التي تجاب ب (نعم) أو (لا) وكذلك باب التسوية مختص بالهمزة نحو: (سواء لأقمت أم قعدت) و (لا أبالي أقمت أم قعدت).
  الخامس قوله: (و {أَ ثُمَّ إِذا ما وَقَعَ}(١) و {أَ فَمَنْ كانَ}(٢) و {أَ وَمَنْ كانَ}(٣)) يعني أن الهمزة تختص ب (الواو) و (الفاء) و (ثم) كما ذكر، قياس هذه الحروف التقدم على الهمزة كما تقدمت على هل، نحو: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(٤)، {مُنْتَهُونَ}(٥) وغيرها مما له الصدر، ووجه أن الهمزة أصل في الاستفهام، فكان أصلا في الصدر من (هل)، فقدمت على حروف العطف، وقال الزمخشري:(٦) المستفهم عنه المحذوف وليس هو المذكور بعد حرف العطف، وتقديره: أتكفرون به ثم إذا ما وقع أمنتم
(١) يونس ١٠/ ٥١، وتمامها: {... آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ}.
(٢) هود ١١/ ١٧، وتمامها: {أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً ...}.
(٣) الأنعام ٦/ ١٢٢، وتمامها: {أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ...}.
(٤) هود ١١/ ١٤، وتمامها: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
(٥) المائدة ٥/ ٩١، وتمامها: {... وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}.
(٦) ينظر الكشاف ٢/ ٣٥١.