[موارد استعمالها]
  وأجاز اختلاف الجزاء والشرط في المضي والاستقبال نحو: (إن تكرمني اليوم فقد أكرمتك أمس) وعليه: {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}(١) و (إن آمنت فستدخل الجنة) وتأوله الجمهور على أن المعنى: (إن تعد بإكرام اليوم أعد بإكرامك أمس) أو أن يكون إكرامك اليوم سببا بالإخبار بإكرامي لك أمس، وإن يسرق فلا تستبعدوا ذلك منه، فقد سرق أخ له من قبل، وإن آمنت فأنت مستحق لدخول الجنة أو قيل: وعدك اللّه دخول الجنة، وأما البيت فقال مبرمان(٢) الرواية فتح (أن) وهي مخففة من الثقيلة، والجمهور تأولوه بحرف الشرط تقديره: إن افتخر مفتخرا بحزّ أذنا قتيبة الواقع فيما مضى غضبت، وإن علمت بذلك غضبت.
  قوله: (ولو [عكسه](٣)) أصلها الشرطية، وقد تأتي للتمني، وذلك حيث لا يكون معناها [ظ ١٤٦] المضي ولا جزاء لها، أو مجاب بالفاء
= والجنى الداني ٢٢٥، ومغني اللبيب ٣٨، وشرح شواهد المغني ١/ ٨٦، وهمع الهوامع ٤/ ١٤٨، وخزانة الأدب ٤/ ٢٠، ويروى ابن مالك بدل ابن خازم.
والشاهد فيه قوله: (أتغضب أن إذنا قتيبة) حيث جاءت (أن) بمعنى (إذ) وقيل: هي مصدرية. وقال المبرد:
هي مخففة من (أنّ) لأن الكسر يوجب أن أذني قتيبة لم تجزا بعد، والشاعر الفرزدق لم يقل هذا إلا بعد قتله وحز أذنيه.
(١) يوسف ١٢/ ٧٧ وتمامها: {... فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ}.
(٢) مبرمان هو: محمد بن علي ابن إسماعيل أبو بكر العسكري مات سنة ٣٤٥ هـ وله من التصانيف شرح كتاب سيبويه، وشرح كتاب الأخفش والنحو المجموع على العلل وغيرها.
ينظر ترجمته في بغية الوعاة ١/ ١٧٥ - ١٧٧، ومعجم الأدباء ١٨/ ٢٥٤ - ٢٥٧، وإنباه الرواة ٣/ ١٥٤.
(٣) زيادة في الكافية المحققة.