النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[موارد استعمالها]

صفحة 1205 - الجزء 2

  الناصبة، نحو: {لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ}⁣(⁣١) وقد تأتي بمعنى (إن) الشرطية نحو: {وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}⁣(⁣٢) أي: وإن أعجبتكم، وبمعنى الناصب نحو: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}⁣(⁣٣) و {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}⁣(⁣٤) وإن دخلت عليها (لا) كانت حرف ابتداء نحو: (لولا زيد قائم) وقد تكون للتحضيض فتختص بالجملة الفعلية، وأما إذا كانت على أصلها للشرط فهي تفيد النفي، فإن دخلت على منفي صار مثبتا، لأن نفي النفي إثبات، ولا بد لها من جزاء لفظا أو تقديرا، فالتقدير في مواضع التفخيم والتعظيم نحو: {وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ}⁣(⁣٥) تقديره:

  لرأيت أمرا هائلا، واللفظ نحو: (لو قمت قمت)، ومعناها امتناع الشيء الذي هو الجزاء لامتناع غيره الذي هو الشرط إن كانا مثبتين نحو: (لو قمت قمت)، ولوجود الجزاء لوجود الشرط إن كانا منفيين نحو: (لو لم تقم لم أقم)، ولامتناع الجزاء لوجود الشرط ولوجود الجزاء لامتناع الشرط حيث يختلفان نفيا وإثباتا، فجوابها تابع لشرطها على كلام الجمهور، والمصنف⁣(⁣٦) عكس، وجعل شرطها تابعا لجوابها، وقال: الشرط والجزاء سبب، والجواب مسبّب، وانتفاء المسبب يدل على انتفاء كل سبب، خلاف انتفاء السبب فلا يدل على انتفاء المسبب لجواز أن يكون مسبّب


(١) البقرة ٢/ ١٦٧ وتمامها: {قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا ...}.

(٢) البقرة ٢/ ٢٢١ وتمامها: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ...}.

(٣) القلم ٦٨/ ٩.

(٤) الممتحنة ٦٠/ ٢ وتمامها: {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}

(٥) الأنعام ٦/ ٢٧ وتمامها: {... فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}

(٦) ينظر شرح المصنف ١٣١.