النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[موارد استعمالها]

صفحة 1207 - الجزء 2

  يعصه»⁣(⁣١)، العصيان مثبت وشرطها مركب، والجواب أن ل (لو) دلالتين، مفهومية ومنطوقية، فالمفهومية أن يفهم منها ومن سائر الشرطيات أنه إذا انتفى الشرط انتفى المشروط بكل حال، لأن ما علّق على شيء فالأصل أن لا يعلق على غيره، والمنطوقية أنها تدل على انتفاء شرطها، وأما التلازم بين الشرط والجزاء، فهي في ذلك لغيرها من الشرطيات، متى حصل الشرط حصل المشروط، ومتى انتفى الشرط جاز أن ينتفي المشروط، وأن يحصل إن كان له شرط آخر، وقد حصلت لأن الشرط ملزوم ولا ينفك عن الجزاء والجزاء لازم يحصل لحصول الشرط، ولا يجب أن ينتفي بانتفائه ولا يجب من انتفاء الملزوم انتفاء اللازم إلا إذا ساواه نحو: (إذا طلعت الشمس فالنهار موجود) وإذا لم تطلع لم يوجد النهار، فحصل من الجواب أنه إن أريد بامتناع جوابها لامتناع الشرط والعكس المفهوم فالسؤال وارد على (لو) وعلى جميع الشرطيات، وإن أريد المنطوق لم يلزم ما ذكروه.

  قوله: (للمضي) يعني أن لو عكس أن يجعل الفعل بمعنى الماضي سواء دخلت على ماضي أو مضارع مثبت أو منفي وأجاز الفرّاء⁣(⁣٢) استعمالها في المستقبل ك (إن) نحو: {وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا} {لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً


(١) وهو قول لعمر ¥ في صهيب ¥، والقول في شرح التسهيل السفر الثاني التكملة لابن الناظم ١٠٥٧، وشرح المصنف ١٣١، وشرح الرضي ٢/ ٣٩٠، والجنى الداني ٢٧٣، ومغني اللبيب ٣٩٣. قال المصنف في شرحه ١٣١: (ومقصود المتكلم بمثل ذلك أن يخبره أن هذا المشروط حاصل على كل تقدير لأنه إذا لزم الشيء ونقيضه كان ثابتا على كل حال لحصول الحصر).

(٢) ينظر المفصل ٣٢٠، وشرح المصنف ١٣١، وشرح الرضي ٢/ ٣٩٠.