النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

التنوين

صفحة 1232 - الجزء 2

  وهو يكون في الأسماء المنصرفة ك (زيد) و (رجل)، وغير المنصرفة إذا نكّرت نحو (ربّ إبراهيم لقيت) على الأصح، وزعم بعضهم: أن تنوين رجل للتنكير، وأما تنوين التنكير فهو اللاحق بآخر الأسماء المبنية، فرقا بين معرفتها ونكرتها، كالأصوات وأسماء الأفعال، نحو: (غاق) و (يا) و (صه) و (سيبويه) آخر، وأما تنوين العوض فقد يكون عن حرفك (جوار) و (قاض) على مذهب سيبويه⁣(⁣١)، وأما المبرد⁣(⁣٢) فقال: هو عوض عن الإعلال وقد يكون عن كلمة (كل) و (بعض) قال تعالى: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ}⁣(⁣٣) أي كل ونحو: (قبل) و (بعد) إذ لم يبق المضاف، وقد يكون عن جملة نحو: (يومئذ) و (ساعة إذ) و (حينئذ)، لأن (إذ) لا تضاف إلا إلى الجمل، وأما تنوين المقابلة فهو الداخل في جمع المؤنث السالم علما كان أو غير علم، ك (مسلمات) و (عرفات)، لأنهم قابلوا به نون جمع المذكر السالم، وجعل الزمخشري⁣(⁣٤) والربعي⁣(⁣٥) تنوين المؤنث السالم علما كان أو غير علم تنوين تمكين، ك (زيد) و (عمرو)، ورد بأنه غير منصرف إذا سمّي به للعلمية والتأنيث، فيلزم زوال التنوين إذا كان للتمكين، وأجيب بأن التأنيث غير معتبر، لأن التاء فيه للجمع، وتاء التأنيث قد سقطت، وهي لا تعتبر وقال الزمخشري: و (عرفات) في قوله تعالى: {فَإِذا أَفَضْتُمْ


(١) ينظر الكتاب ٤/ ٢٠٦.

(٢) ينظر همع الهوامع ٤/ ٤٠٦.

(٣) البقرة ٢/ ٢٨٥.

(٤) ينظر المفصل ٣٢٨، وشرحه لابن يعيش ٩/ ٢٩.

(٥) ينظر الهمع ٤/ ٤٠٦.