[اقسامه]
  مِنْ عَرَفاتٍ}(١) علم للموقف مسمّى بجمع ك (أذرعات)، وصرف لعدم اجتماع علتين، لأن التاء والألف علامة لجمع المؤنث، وهما مانعتان من تقدير التاء، كما أن التاء هي عوض عن الواو في (بنت) و (أخت) مانعة من تقدير تاء التأنيث، واعترض بأنها بدل عن تاء التأنيث نائبة منابها، بدليل انفتاح الكلمة لها بخلاف (بنت) و (أخت) فما قبل التاء فيهما ساكن، وأجيب بأن انفتاح الآخر للألف لا للتاء، وقال الإمام المؤيد برب العزة يحيى بن حمزة:(٢) ما كان علما من هذا الجمع فتنوينه للمقابلة، وما كان نكرة فتنوينه للتمكين. وأما تنوين الترنم(٣) فهو اللاحق بالقوافي الشعرية، وهو يخالف التنوينات بأمرين أحدهما: أنه عكسها، لا يكون إلا في الوقف، وهي لا تكون إلا في الوصل، الثاني: أنه يدخل الأسماء معربها ومبنيها ومعرّفها ومنكرها، والأفعال والحروف وسائر ما تختص به الأسماء، وهو ضربان أحدهما: يلحق القوافي المطلقة، وهي التي آخرها ألفا وواوا وياء فالألف نحو:
  [٨٣٨] يا صاح إن هاج الدموع الذّرفّن(٤) ... ...
  [٨٣٩] ... ... من طلل كالأتحمى أنهجن(٥)
(١) البقرة ٢/ ١٩٨، وينظر المغني ٤٤٥.
(٢) ينظر الأزهار الصافية شرح المقدمة الكافية ٦٥.
(٣) ينظر المغني ٤٤٧، وشرح المفصل لابن يعيش ٩/ ٢٩ وما بعدها، والكتاب ٤/ ٢٠٧، وشرح الرضي ٢/ ٤٠٢.
(٤) الرجز للعجاج كما في ديوانه ٧، وينظر الكتاب ٤/ ٢٠٧، ويروى فيه ما هاج بدل إن هاج. والخصائص ١/ ١٧١، والمقاصد النحوية ١/ ٢٦.
والشاهد فيه: وصل القافية بالنون للترنم كما وصلت بحروف المد واللين للترنم أيضا.
(٥) الرجز للعجاج وينظر المصادر في الشاهد السابق.