[المرفوعات]
  وإذا لم نثبت (رحمن) من أحدهما فحمله على الأكثر أولى، لأن باب (سكران) أكثر من باب (ندمان) واختار أبو حيان(١) الصرف لأنه محتمل، والأولى فيما حمل أن يردّ إلى الأصل وهو الصرف، وقال: كان الأولى في التمثيل ب (لحيان) لوجوه:
  أحدها: أن الرحمن ملازم للألف واللام أو النداء، فلا يظهر فيه، الأمر الثاني: أنه علم للّه تعالى، فالعلمية ك (النجم) و (الصّعق) ما كان علما فهو ممتنع بلا خلاف، وأيضا قد تقدم الكلام في الاسم ونحن في الصفة، الثالث: قاله ابن مالك: إن الممثلّ معّرض لأن تذكره بالتاء أو بألف (فعلى) لينظر ما هو اللاحق به، وتعريض الرحمن لذلك مع وجود مندوحة مخاطرة من فاعله.
  قوله: (وزن الفعل) هذه العلة التاسعة.
  قوله: (شرطه أن يختص بالفعل كشمّر وضرب) [ظ ١٧] يعني أن باب (فعّل) و (فعل) يختصان بالفعل ولا يوجدان في الاسم فإن وجد شيء في الأسماء، فلا يكون إلا منقولا عن الفعل ك (شمّر) لفرس، و (ندر) لماء، (وعثّر) لموضع(٢)، و (خضّم) لرجل(٣)، أو أعجميا ك (بقّم) وك (ضبع)، و (شلّم) لبيت المقدس(٤)، وأصل هذه كلها أفعال، وأما (فعل) فمن
(١) ينظر البحر المحيط ١/ ١٢٨، والهمع ١/ ٩٦.
(٢) ينظر شرح المصنف ص ١٧، وشرح الرضي ١/ ٦١.
(٣) ينظر همع الهوامع ١/ ١٠٠.
(٤) قال الفراء: لم يأت على فعل إلا بقم وعثر وندر وشلم، ينظر اللسان مادة (شلم) ٤/ ٢٣١٨، وينظر الكتاب ٣/ ٢٠٨ وما ينصرف وما لا ينصرف ٢١.