النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المرفوعات

صفحة 178 - الجزء 1

  ولا المشبهتين ب (ليس) وخبر (لا) التي لنفي الجنس⁣(⁣١).

  قوله: (فمنه الفاعل): الضمير في (منه) يعود إلى (ما)، أي مما اشتمل على علم الفاعلية، وإنما قدم الفاعل، لأنه الأصل عنده⁣(⁣٢)، وهو اختيار الزمخشري⁣(⁣٣)، لأن عامله لفظي، فهو قوي، وسيبويه وأتباعه يقدمون المبتدأ، لأنه عامله معنوي عدمي، فهو كالمستقل بنفسه⁣(⁣٤). والفاعل يحتاج إلى فعله، ولأن الفاعل مع فعله مركب، والمفرد أسبق، وعامله الفعل على كلام الجمهور، وروي عن الكسائي:⁣(⁣٥) أنه معنوي، وهو كونه فاعلا، إن كان مثبتا، أو التوكيد إن كان منفيا، ورد ب (مات زيد) وقيل: لشبهه بالمبتدأ في أنه مخبر عنه.

  قوله: (وهو ما أسند [إليه]⁣(⁣٦) الفعل)، كالجنس للحد، وإنما أتى ب (ما) ولم يقل (اسم) ليدخل فيه صريح الاسم، نحو (قام زيد) والمقدر بحروف المصدر، وهي (أن) و (أنّ) و (ما) نحو: (يعجبني أن قمت) و (أنك قمت)، و (ما صنعت)، قال:

  [٦٦] يسر المرء ما ذهب الليالي ... وكان ذهابهنّ له ذهابا⁣(⁣٧)


(١) ينظر شرح الرضي ١/ ٧٠ وبهامشه برقم ٥.

(٢) ينظر شرح الرضي ١/ ٧١.

(٣) ينظر المفصل ١٨، وشرحه لابن يعيش ١/ ٧٤ - ٧٥.

(٤) ينظر الأنصاف ١/ ٤٤ وما بعدها المسألة رقم ٥ في رافع المبتدأ ورافع الخبر، وشرح شذور الذهب ٨٧ وشرح الرضي ١/ ٧١.

(٥) ينظر مصادر الحاشية السابقة.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٧) البيت من الوافر، وهو بلا نسبة في المقتصد في شرح الإيضاح ١/ ٢٤٢، وشرح المفصّل ٨/ ١٤٢ - ١٤٣، والإيضاح في شرح المفصّل ٢/ ٢٣٣، والجنى، ٣٣١، والهمع ١/ ٨١.