[المرفوعات]
  وأجاز بعضهم جعل الفعل فاعلا من غير حرف مصدر، نحو: {ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ}(١) وقوله:
  [٦٧] وما راعني إلا يسير بشرطة ... وعهدي به قينا يفش بكير(٢)
  وقوله:
  [٦٨] وما ضر تغلب وائل أهجوتها ... أم بلت حيث تناطح البحران(٣)
  قوله: (وشبهه إليه) وهي المشتقات(٤)، وما تؤول بها من الجوامد، والمصادر، وأسماء الأفعال، [و ٢٠] والحروف والظروف.
= والشاهد فيه قوله: (ما ذهب الليالي) حيث وقع المصدر المؤول من ما والفعل في محل رفع فاعل.
(١) يوسف ١٢/ ٣٥، وتمامها: {حَتَّى حِينٍ} قال في البحر: هذا قول سيبويه. قال المبرد: وهذا غلط لا يكون الفاعل جملة، ولكن الفاعل ما دل عليه (بدا) وهو المصدر المقدر من الفعل، وهو البداء أو بدا لهم رأي، ينظر تفسير البحر المحيط ٥/ ٣٠٦، والكتاب ٣/ ١١٠.
(٢) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في الخصائص ٢/ ٤٣٤، وينظر شرح المفصل ٤/ ٢٧، ومغني اللبيب ٥٥٩، ويروى:
وعهدي به قينا يسير
والشاهد فيه قوله: (يسير) على أنها جملة في محل رفع فاعل لراعني. وقال ابن هشام: ومنع الأكثرون ذلك كله وأولوا ما ورد مما يوهمه فقالوا: في (بدا) ضمير البداء، وتسمع ويسير على إضمار أن.
(٣) البيت من البحر الكامل، وهو للفرزدق كما في ديوانه ٢/ ٣٤٤، وينظر أمالي ابن الشجري ١/ ٢٦٦، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٦٨٨، والخزانة ٢/ ٥٠١، ويرى حيث تلاطم بدل تناطح.
والشاهد فيه قوله: (أهجوتها) حيث جاء الفعل فاعلا من غير حرف مصدري، على تأويل:
ما ضرها هجوك إياها.
(٤) ينظر شرح الرضي ١/ ٧١.