[٧٩] ... ... جرى فوقها واستشعرت لون مذهب

  بنصب لون، فلو أعمل الأول لرفعه، وأضمر المفعول في استشعرت، وقوله:

  [٨٠] ولكنّ نصفا لو سببت وسبني ... بنو عبد شمس من مناف وهاشم⁣^(⁣٢)

  ولو أعمل الأول لقال: سبوني بني عبد شمس، بنصب (بني)، وقوله:

  [٨١] ولقد أرى تغنى به سيفانة ... تصبى الحليم ومثلها أصباه⁣^(⁣٣)

= وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ}

(١) البيت من البحر الطويل، وهو لطفيل الغنوي كما في ديوانه ٢٣، وصدره:

وكمتا مدّماة كأن متونها

ويروى جرت بدل جرى، وينظر الكتاب ١/ ٧٧، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٨٣، والمقتضب ٤/ ٧٥، والإنصاف ١/ ٨٨، وشرح ابن يعيش ١/ ٧٨، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٤٤٣، وشرح المصنف ٢١ - ٢٢، وتذكرة النحاة ٣٤٤.

وكمتا: جمع كميت وهو لون ليس بأشقر ولا أدهم، وهي الحمرة لا إلى السواد، وهو مصغر.

الشاهد فيه قوله: (جرى فوقها واستشعرت لون مذهب) حيث تنازع عاملان؛ وهما: جرى واستشعر معمولا واحدا هو وقوله: (لون مذهب) وقد أعمل الشاعر الثاني ولو أعمل الأول لرفع (لون) لأنه يطلبه فاعلا ورواية الرفع كما رواها الفراء لا تردّ رواية الثقات بالنصب كما ذكره أبو حيان في التذكرة، ٣٤٥.

(٢) البيت من البحر الطويل، وهو الفرزدق في ديوانه ٢/ ٣٠٠، أو ينظر: الكتاب ١/ ٩٧، وشرح أبيات ١/ ١٩١، والمقتضب ٤/ ٧٤، وأساس البلاغة ٤٥٩، والإنصاف ١/ ٨٧، وشرح المفصل ١/ ٧٨، وتذكرة النحاة ٣٤٥، وقد روي في الديوان (ولكن عدلا). ومعنى نصفا أي عدلا.

الشاهد فيه قوله: (لو سببت وسبني بنو عبد شمس)، حيث تنازع عاملان هما، قوله: سببت وسبني معمولا واحدا هو بنو عبد شمس فأعمل الثاني فيه، وأعمل الأول في الضمير التاء، ولو أعمل الأول لقال: سبوني بني عبد شمس بنصب بني، وهذا يدل على أن إعمال العامل الثاني في باب التنازع جائز.

(٣) البيت من البحر الكامل وهو لو علة الجرمي كما في شرح أبيات سيبويه ١/ ٢٥٨ وله أو =