النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 199 - الجزء 1

  خلاف بينهم في جواز إعمال أيّ الفعلين شئت؟ خلافا للفراء في بعض المسائل، ولكن ما المختار؟ فاختار البصريون⁣(⁣١) الثاني والكوفيون الأول⁣(⁣٢) وبعض النحاة سوّى بين المذهبين، حجة البصريين السماع والقياس.

  أما السماع، فآيات وأبيات أما الآيات فقوله تعالى: {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً}⁣(⁣٣) فلو أعمل الأول لقال أفرغه، وقوله: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ}⁣(⁣٤) فلو أعمل الأول لقال يفتيكم فيها في الكلالة.

  و {هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ}⁣(⁣٥) فلو أعمل الأول لقال: اقرؤوه. {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا}⁣(⁣٦) فلو أعمل الأول لقال: كذبوا بها بآياتنا و {تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ}⁣(⁣٧) فلو أعمل الأول يستغفر لكم إلى رسول اللّه، إلى غير ذلك من الآيات، وأما الأبيات قوله:


(١) ينظر شرح المصنف ٢١، شرح الرضي ١/ ٧٩، وشرح المفصل ١/ ٧٧ وما بعدها، والإنصاف ١/ ٨٣ وما بعدها مسألة ١٣ [القول في أولى العاملين بالعمل في التنازع]، وينظر رأي الفراء في تذكرة النحاة ٣٤٤.

(٢) ينظر شرح المصنف ٢١ - ٢٢، وشرح الرضي ١/ ٧٩.

(٣) الكهف ١٨/ ٩٦.

(٤) النساء ٤/ ١٧٦، وتمامها: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ} {... وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}

الكلالة: مصدر من تكلله النسب أي أحاط به. والكلالة: من القرابة ما خلا الوالد والولد، قال الفراء: وهو في حديث جابر عند مسلم، فكل من مات ولا والد له ولا ولد فهو كلالة ورثته، وكل إرث ليس بوالد للميت ولا ولد فهو كلالة موروثة، وهذا مشتق من جهة العربية موافق للتنزيل والسنة، ينظر اللسان مادة كلل، وتفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن ٢/ ١٦٤٦ وما بعدها. وتفسير البحر المحيط ٣/ ٤٢٢.

(٥) الحاقة ٦٩/ ١٩ وتمامها: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ}

(٦) التغابن ٦٤/ ١٠، وتمامها: {أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}

(٧) المنافقون ٦٣/ ٥ وتمامها: {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ =