النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 217 - الجزء 1

  من المال) لدلالة الظاهر عليه، ولأنه أبلغ، إذا نفي القليل يدخل فيه نفي كثير⁣(⁣١) وهو مثل: (نعم العبد صهيب لو لم يخف اللّه لم يعصه)⁣(⁣٢) وجعله الفارسي⁣(⁣٣) وجماعة من التنازع، قالوا والواو في (ولم أطلب) يجعلها الكوفيون للحال، لأنها إذا كانت للحال استقام توجد الفعل إلى قليل من المال، ولم يلزم منه تناقض، لأن الحال غير داخل في الجواب، فلا يلزم ثبوت الطلب، ويصير المعنى: كفاني قليل من المال عندي، ولم أطلب قليلا من المال من أحد، فلا تناقض، لأن القليل الكافي غير القليل الذي لم يطلب. [و ٢٦] فيدخل في التنازع على الخلاف، وفي نحو (كان زيد قائما، وكان عمرو قائما)⁣(⁣٤).


(١) ينظر مغني اللبيب ٦٦١ حيث نقل ابن هشام رأي الفارسي والكوفيين، ونقل أبو حيان في التذكرة رأي الفارسي والمبرد في أن هذا البيت (ولم أطلب قليلا من المال) من باب التنازع ينظر التذكرة ٣٤١.

(٢) وهو قول عمر ¥ كما نقل ذلك ابن هشام في المغني ٣٣٨.

وصهيب بن سنان بن مالك ت ٣٨ هـ صحابي عربي جليل أسره الروم صغيرا فعرف بالرومي، شهد بدرا وأحدا وغيرهما من المواقع وهو الذي نزل به قوله تعالى: على ما ذكره القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن عند تفسير الآية ٢٠٧ من سورة البقرة وهي (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه واللّه رؤوف بالعباد) وهذا القول لم يثبت عن عمر ولا عن النبي ÷ وينظر لهذا القول: شرح التسهيل السفر الأول تكملة ٢/ ١٠٥٧ ورصف المباني ٣٦٠، والنهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٨٨.

(٣) ينظر رأي الفارسي في المقتصد في شرح الإيضاح ١/ ٣٤٣ وما بعدها.

(٤) ينظر مغني اللبيب ٦٦٠ وما بعدها، وشرح الرضي ١/ ٨٢، والإنصاف ١/ ٩٣ وتذكرة النحاة ٣٤١.