النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

مسوغات الابتداء بالنكرة

صفحة 233 - الجزء 1

  يعرف خبره، قال الصنف:⁣(⁣١) وإنما جاز في الفاعل أن يكون نكرة مع أنه محكوم عليه لأنه لوجوب تقدم فعله صار كالمتخصص، قال نجم الدين:⁣(⁣٢) ذلك وهم لأنه إذا لم يتخصص إلا بالحكم، كان بغير الحكم غير متخصص، فتكون قد حكمت على الشيء قبل معرفته، وقد قال: إن الحكم على الشيء لا يكون إلا بعد معرفته، وما أحسن قول ابن الدهان:⁣(⁣٣) إذا حصلت الفائدة فأخبر عن أي نكرة شئت وأما الخبر فمن شرطه أن يكون مجهولا، لأنه محطّ الفائدة، فلا يقال (السماء فوقنا، والأرض تحتنا)، إلا إذا قدر شخص لا يعلم ذلك وأما نحو: (اللّه ربنا، ومحمد [٢٨] نبينا) فالمراد إما التعظيم والإقرار لا الإخبار، وإن كانت صورته صورة الإخبار، وإما الرد على منكري الوحدانية والنبوة، وإخبار أن المتكلم ليس مثلهم.

  قوله: (إذا تخصصت بوجه ما) وذلك لأن التخصص قريب من التعريف، قوله: (بوجه ما) إشارة إلى أنما ذكره من الوجوه ليس بحاصر، لأنه لم يذكر إلا ستة⁣(⁣٤) وبعضهم بلغها نيفا وثلاثين، ثم قال ولم أحصر،


(١) ينظر أمالي ابن الحاجب ٢/ ٥٧٥ - ٥٧٦.

(٢) ينظر شرح الرضي ١/ ٨٨.

(٣) ينظر رأي ابن الدهان في الرضي ١/ ٨٨.

وهو المبارك بن المبارك بن سعيد بن أبي السعادات أبو بكر بن الدهان النحوي، ولد سنة ٥٠٢ هـ وقيل ٥٠٤ هـ، ومات سنة ٦١٢ هـ.

كان إماما في النحو واللغة والتصريف والعروض والمعاني والأشعار والتفسير والإعراب وتعليم القراءات عارفا بالفقه والطب والنجوم، ينظر البغية ٢/ ٢٧٣.

(٤) عد منها ابن عقيل أربعا وعشرين وجها، وأوصلها بعض المتأخرين إلى نيف وثلاثين موضعا، ينظر شرح ابن عقيل ١/ ٢١٦ - ٢٢٧ وشرح الرضي ١/ ٨٩.