النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 237 - الجزء 1

  وقولهم: (مآرب لا حفاوة أقدمه)⁣(⁣١) و (مهم أقعده)⁣(⁣٢) وإنما تخصص لأنه في معنى الفاعل، والفاعل يجوز أن يكون نكرة، لأن تقديره: (ما أهر ذا ناب إلا شر) و (ما أحلك ذا المجاز إلا قدر) و (ما جاء بك إلا مأرب) و (ما أقعده إلا مهمّ) واعترضه السكاكي⁣(⁣٣) بأنه إذا كان في معنى الفاعل أفاد الحصر، وذلك غير صحيح، فإنه قد يهر من الخير كما يهر من الشر، وجعله من الوصف المقدر، كأنه في معنى شر عظيم. [و ٢٩]

  الخامس قوله: (في الدار رجل) ومثله، (تحت رأسي سرج) و (على ابنه درع) والمراد به كل ظرف كان خبرا لنكرة، فإنه يجب تقديم الظرف، ويجوز الابتداء بنكرة، لأنه لا يجوز عمل الجار والمجرور بغير اعتماد وذهب الكوفيون⁣(⁣٤) إلى أن الظرف ونحوه عاملان في المرفوع، وارتفاعه على الفاعلية، وأجاز الأخفش⁣(⁣٥) أن يكون مبتدأ كمذهب سيبويه⁣(⁣٦) وفاعلا كمذهب الكوفيين ...

  السادس قوله: (سلام عليكم)⁣(⁣٧) وهو كل ما كان دعاء له، أو عليه


(١) يروى هذا المثل كما في لسان العرب مادو (أرب) (مأربة لا حفاوة). ومعناه: أي إنما بك حاجة لا تحفيا بي. ينظر مجمع الأمثال ٢٠/ ٣١٣ - ٣١٤.

(٢) ويروى (امرأ قعد عن الحرب) ينظر شرح الرضي ١/ ٩١.

(٣) السكاكي: وهو سكنان بن مروان بن خبيب بن يعيش المصمودي. ينظر تاريخ علماء الأندلس ١/ ٢٣٠، وبغية الوعاة ١/ ٥٩٢.

(٤) للتفصيل: ينظر الإنصاف ١/ ٥١ وما بعدها مسألة ٦ - [في رافع الاسم الواقع بعد الظرف والجار والمجرور]، ومغني اللبيب ٦٠٩ وما بعدها، وشرح الرضي ١/ ٩٠، وشرح المفصل ١/ ٨٦ و ٨٧، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٣٩٦ وما بعدها.

(٥) ينظر الإنصاف ١/ ٥١.

(٦) ينظر الكتاب ١/ ٥٦.

(٧) في الكافية المحققة (عليك).