النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 238 - الجزء 1

  ك (سلام عليه) و (ويل له).

  [١٠١] ... ... فترب لأفواه الوشاة وجندل⁣(⁣١)

  تخصص لنسبته، إلى الفاعل، فهو في معنى المضاف، لأن الأصل سلمت سلامي ثم سلمت سلاما ثم سلام)، حذفت الإضافة للاختصار، فانتصب ثم حذف الفعل أيضا للاختصار، ثم عدل إلى الرفع ليفيد الاستمرار في كل وقت، لأنه إذا كان منصوبا كان في معنى الفعل⁣(⁣٢)، ولهذا قيل: إن سلام إبراهيم عليهم أيلغ من سلام الملائكة، حيث قالوا (سلاما) بالنصب، فقال (سلام) بالرفع، وكذلك (ويل له) لأن أصله (هلك ويلا) أي هلاكا فرفع بعد حذف الفعل لإزالة الحدوث⁣(⁣٣)، وإفادة الاستمرار. قال الوليد:⁣(⁣٤) ويلزم على هذا التعليل جواز الابتداء بكل مصدر، وإن لم يكن دعاء له ولا عليه، نحو (ضرب لزيد، وعجب لك) ومفهوم كلام النحاة قصر ذلك على الدعاء، وجوابه بأنه كثير في الدعاء فقصر عليه، واللّه أعلم. وقد عدوا من وجوه التخصيص النكرة المعطوفة


(١) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في الكتاب ١/ ٣١٥، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٨٣، والمتقتضب ٣/ ٢٢٢، وشرح المفصل ١/ ١٢٢، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٣٩٩، وهمع الهوامع ٣/ ١٣٠.

وصدره:

لقد ألب الواشون ألبا لبينهم

والشاهد فيه قوله: (فترب) حيث رفع الابتداء، وهو نكرة لما فيه من معنى المنصوب و (لأفواه) هو خبر المبتدأ النكرة (ترب).

(٢) ينظر شرح المصنف ٢٤، وشرح الرضي ١/ ٩١.

(٣) ينظر شرح الرضي ١/ ٩١ والعبارة منقولة بتصرف.

(٤) الوليد محمد التميمي النحوي المصادري المشهور بولاد مات سنة ٢٦٣ هـ لازم تلميذ الخليل المهلبي ثم الخليل نفسه، ينظر بغية الوعاة ٢/ ٣١٨.