النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 272 - الجزء 1

  على العموم فيكون المعنى: كل ضرب مني واقع على زيد حاصل في القيام، وهذا المعنى مطابق للمعنى المتفق عليه⁣(⁣١)، وأما عند الكوفية، فالجنس عندهم مقيد بالحال المخصص له فيكون المعنى (شربي زيدا) المختص بحال القيام (حاصل) وهذا غير مطابق للمعنى المتفق عليه، لأنه لا يمنع من حصول الضرب المقيد بالقيام، حصول الضرب المقيد بغيره، فهذا يبطل مذهب ابن درستوية⁣(⁣٢)، لأن لا حصر في قولك: اضرب زيدا.

  قال الوالد: قول الكوفيين: إن تقديرهم أخصر لا يسلم ولأن - حاصلا - قد أمّنت حذفه، لأنه لا يظهر متعلقا لظرف خبرا، والظرف انسحب للحال، فتقديرها أولى.

  قوله: (وكل رجل وضيعته)، يعني مما يجب حذفه لحصول الشرطين وهما التزام موضع الخبر، وحصول المقارنة بواو (مع) وضابطة [و ٣٤] كل مبتدأ عطف عليه بالواو والتي بمعنى (مع)⁣(⁣٣) بشرط المقارنة، وفيه مذهبان:

  أحدهما للكوفيين إن: (وضيعته) هو الخبر، لأن الواو بمعنى (مع) أنت إذا صرحت بها نحو: (كل رجل مع ضيعته) لم تحتج إلى تقدير خبر فكذلك في ما كان في معناها⁣(⁣٤)، وربما قالوا: واو (مع) سدت مسد الخبر والثاني للبصريين⁣(⁣٥)، أن الخبر محذوف، وتقديره (كل رجل مقرون وضيعته) وقيل:


(١) ينظر شرح الرضي وهذه الفقرة مأخوذة بتصرف من الرضي ١/ ١٠٥ دون إسنادها له، حيث أثبت رأي أهل البصرة والأخفش.

(٢) ينظر شرح الرضي ١/ ١٠٦، يتابع الأخذ عن الرضي دون إسناد لذلك. وينظر رأى ابن درستويه في الصفحة نفسها.

(٣) ينظر شرح المصنف ٢٦، وهو منقول عن المصنف بالنص دون عزو.

(٤) ينظر شرح المصنف ١/ ١٠٨.

(٥) ينظر شرح الرضي ١/ ١٠٨.