خبر (لا) النافية للجنس
  خبرها، قال المصنف:(١) وهذا أحسن من قولهم: (لا رجل ظريف) لأنه يحتمل للوصفية بخلاف مثالها ولأنه قال و (وبنو تميم لا يثبتونه) فتوهم أنهم يحذفون مطلقا، وليس يحذفونه إلا إذا كان خبرا، فأما صفة فلا، وهذا بناء منه على أن اسم (لا) إذا كان مضافا لم يوصف على المحل، ومذهب النحاة(٢) أنه لا يوصف على المحل، ولم يمنع من الوصف إلا المصنف(٣) وابن برهان، ولقائل أن يقول: المسألة أكثر إشكالا لأن فيها يحتمل أن يكون خبرا، وأن يكون متعلقا للخبر على كلامه، فلو حذفه لكان أولى.
  قوله: (ويحذف كثيرا) يعني في لغة من يثبته، وذلك إذا كان عاما (لا إله إلا اللّه) و (لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي)(٤) تقديره موجود.
  قوله: (وبنو تميم لا يثبتونه) يحتمل أن يراد لا يثبتونه رأسا، سواء كان اسما أو ظرفا، ويحتمل أن يراد لا يظهرونه إذا كان عاما، نحو (لا بأس) و (لا خوف) فإن ورد جعلوه صفة كقوله:
  [١٢٧] إذا اللقاح غدت ملقى أصرّتها ... ولا كريم من الولدان مصبوح(٥)
(١) ينظر شرح المصنف ٢٦، وشرح الرضي ١/ ١١١.
(٢) ينظر رأي مذهب النحاة في شرح الرضي ١/ ١١١.
(٣) ينظر شرح المصنف ٢٦.
(٤) ينظر شرح المفصل ١/ ١٠٧، وشرح الرضي ١/ ١١١ - ١١٢، قال السيوطي في الهمع: (إذا وقعت إلا بعد لا جاز في المذكور بعدها الرفع والنصب، نحو: (لا سيف إلا ذو الفقار، وذا الفقار) و (لا إله إلا اللّه) وإلا (اللّه فالنصب على الاستثناء). ينظر همع الهوامع ٢/ ٢٠٣.
(٥) هذا البيت من البحر البسيط وهو لحاتم الطائي في ملحق ديوانه ٢٩٢، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٥٧٣، وينظر الكتاب ٢/ ٢٩٩ وهو ملفق عند سيبويه وعند ابن مالك من بيتين هما: