النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 294 - الجزء 1

  نحو: {كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا}⁣(⁣١) فإنه داخل على فعل (وسيري سير سير) فإنه خبر عنه⁣(⁣٢)، ومثاله (زيد ضربا ضربا) فإن المصدر مكرر، وهو لا يكون خبرا عن زيد لأنه جثة، ولا فرق في المكرر، بين أن يكون من لفظه نحو (زيد سيرا سيرا) أو من غير لفظه بعطف نحو: (زيد ضربا وقتلا) أو بغير عطف نحو (زيد قياما وقعودا) دخلت عليه نواسخ المبتدأ والخبر، نحو (إن زيدا سيرا سيرا) و (كان زيد سيرا سيرا) أو لم تدخل، وإنما وجب فيه الحذف، لأن المراد الحصر والاستمرار، وإظهار الفعل يدل على الحدوث والتجدد، أو لأنهم أقاموا في المكرر أحد المكررين مقام الفعل.

  قوله: (ومنها) أي من الواجبات القياسية (ما وقع تفصيلا) احتراز من أن لا يقع تفصيلا فإنه يظهر ك (مننت منا) و (ضربت ضربا).

  قوله: (لأثر مضمون جملة) احتراز من أن يقع تفصيلا لمضمون الجملة، وهو معناها، لا لأثرها، فإنه يظهر، نحو: (زيد يسافر إما سفرا قريبا أو بعيدا) واحتراز من أن يقع تفصيلا لمضمون مفرد نحو (سفر زيد إما سفر قريب أو بعيد) ولأثره⁣(⁣٣)، نحو {فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً}⁣(⁣٤) فإن الفعل يظهر في هذه الاحترازات، ومراده بالأثر، عاقبة معنى الجملة، وفائدها


(١) الفجر ٨٩/ ٢١.

(٢) قال ابن الحاجب في شرحه ٢٨ بعد ذكر الآية: (إنما المراد تكرير المصدر في موضع خبر عما لا يصح أن يكون خبرا عنه ظاهرا).

قال ابن يعيش في شرح المفصل ١/ ١١٥: فالمعنى إما أن تمنوا منا وإما أن تفادوا فداء فهما مصدران منصوبان بفعل مضمر).

(٣) ينظر شرح المصنف ٢٨.

(٤) سورة ٤٧/ ٤ {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ...}.