النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 293 - الجزء 1

  [ظ ٣٦]

  ومثال ما اجتمعت فيه الشروط.

  قوله: (ما أنت إلا سيرا)، (وما أنت إلا سير البريد) [وزيد سيرا سيرا]⁣(⁣١) فسيرا و (سير البريد) مثبتان بعد نفي وهو ما داخل النفي على اسم، وهو أنت والمصدر، وهو (سيرا سيرا) لا يكون خبرا عنه لأنه لا يخبر عن الجثث لتقضيها وزوالها، ولا يصح الإخبار بما يتقضى عما يبقى، ومثلّ بمثالين؛ أحدهما: نكرة، والآخر: معرفة وقال ركن الدين:⁣(⁣٢) أوردهما ليعلم أن الواقع موقع الخبر يكون فعلا للمبتدأ كالأول، ومشبها به كالثاني.

  قوله: (وإنما أنت سيرا)⁣(⁣٣) مثال لما في معنى (إلا). قوله: (أو وقع مكررا)⁣(⁣٤) يعني أو وقع المصدر الداخل على الاسم الذي لا يكون المصدر خبرا عن ذلك الاسم مكررا، وإن لم يكن بعد نفي ولا معناه، ولا بد من هذين الشرطين وهما: أن يدخل على الاسم لا يكون خبرا عنه، لئلا يرد،


(١) ما بين حاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٢) ينظر رأي ركن الدين في الوافية في شرح الكافية ٨٣، والعبارة منقولة عنه بتصرف يسير.

(٣) ينظر شرح المصنف ٢٨، وشرح الرضي ١/ ١٢٠.

قال الرضي في شرحه ١/ ١٢٠ و ١٢١: (واعلم أن هذا المصدر الذي بعد إلا أو معناها قد يكون منكرا كما ذكرنا ومعروفا إما بالإضافة نحو: ما زيد إلا سير البريد أو باللام نحو: زيد إلا السير، وكذا يجيء مكررا نحو: ما زيد إلا سيرا سيرا، قالوا فحينئذ حذف الفعل أوجب لقيام الأول مقامه ...). وينظر شرح المفصل لابن يعيش ١/ ١١٤ - ١١٥.

(٤) في الكافية المحققة مكانها قبل قوله: ما أنت إلا سيرا.