النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 305 - الجزء 1

  وأما الجائز ففي ما عدا الواجب والممتنع [و ٣٨].

  قوله: (وقد يحذف الفعل لقيام قرينة جوازا ووجوبا) والجواز قرينة حالية نحو: (مكة وربّ الكعبة) لمن عليه أهبة السفر ولرائي الرؤيا (خيرا وما شرا)⁣(⁣١) وخيرا لنا، وشرا لعدونا، ولمن يسدد سهما (القرطاس واللّه)⁣(⁣٢) أي قصد مكة، ورأيت خيرا، وما رأيت شرا، وأصبت القرطاس واللّه. ومقالية في جواب الاستفهام نحو (زيدا، لمن قال: من أضرب) وكذلك، نعم زيدا لمن قال: (أضربت أحدا) والنفي نحو (بلى زيدا)، لمن قال: (ما ضربت).

  (والوجوب في أربعة أبواب. قوله: (فالأول سماعي) وذلك فيما كان محذوف الفعل من مثل، أو جار مجراه في كثرة الاستعمال، فالمثل قولهم (كلّ شيء ولا شتيمة حر)⁣(⁣٣) أي ارتكب. (وكليهما وتمرا)⁣(⁣٤) أي أعطيك


(١) قال في الكتاب ١/ ٢٨٣: وإنما نصبت خبرا لك وأوسع لك، لأنك حين قلت انته، فأنت تريد أن تخرجه من أمر وتدخله في آخر.

وقال الخليل في الصفحة نفسها: كأنك تحمله على ذلك المعنى كأنك قلت: انته وادخل فيما هو خير لك، فنصبته لأنك قد عرفت أنك إذا قلت له: انته. أنك تحمله على أمر آخر فلذلك انتصب، وحذفوا الفعل لكثرة استعمالهم إياه في الكلام، ولعلم المخاطب أنه محمول على أمر حين قال له: انته، فصار بدلا من قوله:

ائت خيرا لك وادخل فيما هو خير لك.

(٢) ينظر الكتاب ١/ ٢٩٥.

(٣) كل شيء ولا شتيمة حر أي اصنع كل شيء ولا ترتكب شتيمة حر. ينظر شرح الرضي ١/ ١٣٠ و ١٣١، واللسان مادة (شتم) ٤/ ٢١٩٤، وشرح المفصل لابن يعيش ٢/ ٢٧.

(٤) كلاهما وتمرا ويروى كليهما، فمن رواه بالرفع على أنه مبتدأ مؤخر وخبره محذوف، تقديره لك كلاهما وأضمر أزيدك تمرا. فتمرا مفعول به لفعل محذوف، ينظر مجمع الأمثال ٢/ ١٥١ - ١٥٢.