النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 318 - الجزء 1

  وهذا مذهب البصريين⁣(⁣١) والمصنف⁣(⁣٢)، وشرطه عندهم، أن يكون المنادى نكرة، لأن الجملة لا تكون صفة للمعرفة، وأما إذا كان معرفة لم يطل خلافا لابن كيسان⁣(⁣٣) فإن قال: يطول واحتج بقوله:

  [١٥٢] ... ... بأكرم منك يا عمر الجوادا⁣(⁣٤)

  ورد بأن أصله يا عمراه، فحذفت الهاء للوصل، والألف للساكنين، واختار الكوفيون⁣(⁣٥) طول النكرة الموصوف بمفرد كان أو جملة، ذكر الموصوف نحو (يا رجلا راكبا) أو لم يذكر نحو: [ظ ٣٩]

  [١٥٣] فيا راكبا إما عرضت فبلّغن ... نداماي من نجران أن لا تلاقيا⁣(⁣٦)


= والشاهد فيه قوله: (يا نخلة) حيث نصب المنادى لأنه نكرة موصوفة بالجار والمجرور.

(١) ينظر رأي البصريين في الأصول لابن السراج ١/ ٣٩٦.

(٢) ينظر شرح المصنف ٢٩.

(٣) ينظر همع الهوامع ٢/ ٥٣.

(٤) عجز بيت من الوافر وهو لجرير في ديوانه ١٣٥، وصدره:

فما كعب بن مامة وابن سعدى

ينظر المقتضب ٤/ ٢٠٨ وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٧٩٢، والمغني ٢٨، وشرح شواهد المغني ١/ ٥٦، وهمع الهوامع ٣/ ٥٤، والخزانة ٤/ ٤٤٢.

والشاهد فيه قوله: (يا عمر الجوادا) والقياس الرفع، وقد استدل الكوفيون على أن المنادى يجوز فيه الفتح سواء كان الوصف لفظ (ابن) أم لم يكن، وعند البصريين محمول على أن (عمر) حذفت منه الألف وأصله (يا عمرا) فهو كالمندوب.

(٥) ينظر رأي الكوفيين في الأصول لابن السراج ١/ ٣٦٩، والهمع ٢/ ٥٤.

(٦) البيت من الطويل وهو لعبد يغوث بن وقاص كما في الكتاب ٢/ ٢٠٠، والمفصل ٣٦، وشرح المفصل لابن يعيش ١/ ١٢٨، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٧٩٨، وشرح الرضي ١/ ١٣٥، وشرح شذور الذهب ١٤٤، ولسان العرب مادة (عرض) ٤/ ٢٨٨٩، وخزانة الأدب ٢/ ١٩٤ - ١٩٥.

والشاهد فيه قوله: (أيا راكبا) حيث نصب المنادى وهو نكرة غير مقصودة، ولو قصد راكبا بعينه لبناه على الضم وهو لا يقصده لأنه كان أسيرا.