النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 326 - الجزء 1

  قوله: (إلى علم) يحترز من أن يضاف إلى غيره، نحو (يا زيدا ابن أخينا) سواء كان العلم المضاف إليه ابن مذكرا نحو (يا زيدا بن عمرو) أم مؤنثا، نحو (يا زيد بن هند) كنية⁣(⁣١) نحو (يا زيد بن أبي عمرو) أم لقبا. نحو (يا زيد بن قفة) ونجم الدين قصرة على المذكر لأنه لم يكثر إلا فيه، إلا (عمرو بن هند) فإنه كثر فيه فيعامل معاملة المذكر.

  قوله: (يختار فتحه)⁣(⁣٢) يعني العلم المنادى، وأما (ابن) فليس فيه إلا الفتح، لأنه مضاف إضافة معنوية، وقد فهم من كلامه أنه يجوز في العلم الوجهان، وأنه يختار فتحه ولا يجب، وأنه مبني، أما جواز الوجهين، فالضم لأنه منادى، والفتح لطلب الخفة، وأما اختيار الفتح، فلأنه أخف من الضم، وأما بناؤه، فلأن الفتحة تدل على الضمة التي للبناء، وقال الزمخشري⁣(⁣٣) والفارسي:⁣(⁣٤) إن بناءه كونه تركب الوصف والموصوف نحو (يا زيد الفاضل بن عمرو) واختير الفتح في هذا المثال، لأنه كثر بخلاف غيره، فخفف لفظا نقلت الضمة فتحة، وخطا تحذف الألف من ابن.


(١) ينظر شرح المفصل ٢/ ٥، وشرح الرضي ١/ ١٤١.

(٢) ينظر شرح المصنف ٣٠، وشرح الرضي ١١/ ١٤١ حيث ذكر الشروط التي وضعت لاختيار الفتح وهي:

١ - أن يكون المنادى علما.

٢ - أن يكون موصوفا بابن أو ابنه.

٣ - أن يكون متصلا بموصوفه.

٤ - أن يكون مضافا إلى علم.

(٣) ينظر المفصل ٣١، وشرح المفصل ٢/ ٥، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٧٩٢.

(٤) ينظر المقتصد في شرح الإيضاح ٢/ ٧٦٩، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٧٩٤.