النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 363 - الجزء 1

  ك (يا طالعا جبلا) و (يا ضاربا زيدا) وإنما لم يجز حذفه مع اسم الجنس⁣(⁣١)، لأن قولك (يا رجل) أصله (يا أيهذا الرجل) و (يا أيها الرجل) فحذف الألف واللام اشتغناء عنها ب (يا) وحذفت أي واسم الإشارة، لأنه إنما أتى بهما وصلة إلى ما فيه الألف واللام، وقد زال المتوصل إليه، فلا حاجة إلى التوصل فبقي (يا رجل) فكرهوا أن يحذفوا حرف النداء، فبخلوا بحذف أشياء كثيرة، في العلم المضاف إلى معرفة و (أي) لم يحذف إلا حرف النداء فقط، ورجع فيها التعريف بخلاف (رجل) فإنه بعد الحذف لا تعريف فيه، فأدى إلى بقائه فيها. قوله: (والإشارة) يعني كذلك لا يجوز حذف حرف النداء معها، لا تقول: (هذا)، لئلا يلتبس بالمبتدأ، ولزوال التعريف، فإن قيل إنه يرجع إلى ما كان من قبل، وهو تعريف الإشارة، فجوابه: أن تعريف الإشارة مبهم، وتعريف النداء قصد، فاختلف التعريفان، قوله: (والمستغاث والمندوب) يعني لا تقول: (زيدا) بحذف حرف النداء، لأن المراد بهما التطويل، والجواز، ولهذا زيد في آخرهما ألف، ولم يرخما، فلو حذفت حرف النداء تنافى معناهما، وأما الكوفيون⁣(⁣٢) فأجازوا حذف حرف النداء من المنادى مطلقا، واحتجوا بقوله تعالى في الإشارة: {ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ}⁣(⁣٣) وفي الجنس يقول النبي ÷: «اشتدي أزمة تنفرجي»⁣(⁣٤).


(١) ينظر شرح المصنف ٣٤، وشرح الرضي ١/ ١٥٩.

(٢) ينظر رأي الكوفيين في شرح الرضي ١/ ١٦٠. وقال ابن مالك في ألفيته مشيرا إلى هذا:

وذلك في اسم الجنس والمشار له قلّ ومن يمنعه فانصر عاذله.

(٣) آل عمران ٣/ ١١٩، وتمامها: {ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ}

(٤) ينظر الجامع الصغير ١/ ٤٢، وكنز العمال ٣/ ٢٧٤، وقد صاغها الشيخ يوسف التوزي شعرا =