المنصوبات
  [١٩٧] يا لعنة اللّه والأقوام كلهم ... والصالحين على سمعان من جار(١)
  تقديره: (يا قوم اسجدوا) و (يا قوم تحسروا حسرة) و (يا قوم لعنة اللّه والأقوام) وروي برفع لعنة ونصبها، فالرفع على أنه خبر مبتدأ، والمنادى محذوف، أي (يا قوم) والنصب يحتمل أن اللعنة منادى مضاف ويحتمل أن المنادى محذوف وتقديره (يا قوم العنوا لعنة اللّه ولعنة الصالحين) بالإضافة، وإن رفعت الصالحين، فتقديره (ولعن الصالحون) ومنع أبو حيان(٢) وجماعة من حذف المنادى، وتأولوا ما ورد على أن (يا) فيه حرف تنبيه، والأمر والنهي يقعان كثيرا بعد التنبيه نحو:
  [١٩٨] ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا(٣)
  ورد بأن نحو (ألا يا اسجدوا) وفيه حرف تنبيه، وهم لا يجمعون بين حرفين بمعنى واحد، ولا ضرورة في القرآن.
(١) البيت من البسيط وهو بلا نسبة في الكتاب ٢/ ٢١٩، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣١، وشرح المفصل ٢/ ٢٤، والإنصاف ١/ ١١٨، والجنى الداني ٣٥٦، وشرح الحماسة للمرزوقي ١٥٩٣، ومغني اللبيب ٤٨٨، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٩٦، والبحر المحيط ٧/ ٦٧، وخزانة الأدب ١١/ ١٩٧.
والشاهد فيه قوله: (يا لعنة اللّه) يريد يا قوم أو يا هؤلاء لعنة اللّه) فحذف المنادى ولذلك رفع على الابتداء، ولو كانت منادى لنصبها لأنها منادى مضاف، و (يا) عند أبي حيان للتنبيه حيث جاء بعده المبتدأ وهو (لعنة) ولذلك فهي مرفوعة في هذه الحال
(٢) ينظر رأي أبي حيان في البحر ٧/ ٦٦.
(٣) البيت من الوافر وهو لعمرو بن كلثوم كما في شرح القصائد السبع الطوال لابن الأنباري ٤٢، والبحر المحيط ٥/ ٢١٩.
والشاهد فيه قوله: (ألا لا يجهلن) وألا حرف تنبيه وقع بعدها لا الناهية.