النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 365 - الجزء 1

  يتكلم وفي المحضر من هو أفصح منه، وأما (افتد مخنوق)⁣(⁣١) [ظ ٤٥] فهو مثل للحث على تخليص النفس من الشدائد، وأصله: أن شخصا وقع بالليل على سيليك بن سلكة التميمي، وهو نائم مستلق فخنقه، وقال: افتد مخنوق، فقال له سليك الليل طويل وأنت مقمر أي أتت من ما ذا عنى لك ففيم استعجالك في الأسر، ثم ضغطه سليك فضرط فقال له سليك: (أضريطا وأنت الأعلى)⁣(⁣٢) فذهبت كلها أمثالا.

  قوله: (وقد يحذف المنادى) قد للتقليل (ولا يحذف إلا جوازا مع قرينة) وهي وقوع الأمر والنهي بعدهما وغيرهما، وإنما جاز حذفه لأنه مفعول والمفعول فضلة يجوز حذفه⁣(⁣٣).

  قوله: (مثل ألا يا اسجدوا⁣(⁣٤) على الكسائي بتخفيف حرف التنبيه وهي (ألا) و (يا) للنداء وقوله تعالى: {يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ}⁣(⁣٥) وكذلك قوله:


(١) ينظر مجمع الأمثال ٢/ ٧٨.

(٢) ينظر مجمع الأمثال ١/ ٤٢٠. ويروى فيه أضرطا وأنت الأعلى.

(٣) ينظر شرح الرضي ١/ ١٦٠.

(٤) النمل ٢٧/ ٢٥، وقرأ الكسائي والزهري وغيرهما: ألا يسجدوا للّه بمعنى ألا يا هؤلاء اسجدوا) لأن يا ينادى بها الأسماء دون الأفعال وحكى بعضهم سماعا عن العرب: ألا يا ارحموا ألا يا اصدقوا يريدون ألا يا قوم ارحموا ... فعلى هذه القراءة في موضع جزم بالأمر والوقف على ألا يا، ثم تبتدئ فتقول اسجدوا. قال الكسائي ما كنت أسمع الأشياخ يقرأونها إلا بالتخفيف على نية الأمر ... ينظر تفسير القرطبي ٦/ ٤٩٠١ وما بعدها، وتفسير فتح القدير للشوكاني ٤/ ١٣٣، والبحر المحيط ٧/ ٦٥ - ٦٦ والسبعة ٤٨٠، وحجة القراءات ٥٢٦ - ٥٢٧، والكشف ١٥٦ - ١٥٧.

(٥) يس ٣٦/ ٣٠ وتمامها: {يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ}