النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 391 - الجزء 1

  إياه)، وظاهرا مضافا إلى مضمر نحو: (نفسك نفسك)، والمحذر المعطوف عليه لا يكون في الأغلب إلا ضميرا منفصلا مخاطبا، نحو: (إياك والأسد)، وظاهرا مضافا إلى مخاطب، نحو: (رأسك والحائط)، وقد يأتي قليلا للمتكلم نحو: (إياي والشر)، وأقل منه الغائب نحو قولهم: (إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإياه الشوابّ)⁣(⁣١) والأكثر أن يكون ما بعد الواو موافقا للضمير في الخطاب والتكلم وقد يختلفان، نحو قول عمر: (إياي وأن يحذف أحدكم الأرنب)⁣(⁣٢).

  قوله: (مثل إياك والأسد) هذا مثال الواو. و (أن يحذف) لأن والفعل.

  (والطريق الطريق) للمكرر.

  قوله: (وتقول: إياك من الأسد، ومن أن تحذف) يعني ذلك أن يأتي ب (من) بدل الواو. (وإياك أن تحذف) بتقدير من.

  قوله: (ولا تقول: إياك الأسد لامتناع تقدير من) يعني لا يجوز هذا المثال، لأنه إن كان المقدر حرف العطف، فحروف العطف لا تحذف⁣(⁣٣)،


(١) هذا القول مشهور عند كثير من النحاة فقد رواه سيبويه عن الخليل في الكتاب ١/ ٢٧٩ قال:

وحدثني من لا أتهم عن الخليل أنه سمع أعرابيا يقول: (إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشوابّ).

والشواب مفردها شابه، وينظر اللسان مادة (أيا) ١/ ١٦٨، وشرح الرضي ١/ ١٨١ وغيرها من الكتب.

(٢) هذا القول ينسب لعمر بن الخطاب ¥ عندما أراد أن ينهى عن ضرب الأرنب بالعصى لأن ذلك يقتلها فلا تحل، فقال: لنيك لكم الأسل والرماح والسهام وإياي وأن يحذف أحدكم الأرنب) ينظر شرح الرضي ١/ ١٨١، وشرح المفصل ٢/ ٢٦، والتصريح على التوضيح ٢/ ١٩٤.

(٣) ينظر شرح المصنف ٣٧. قال: لأن حروف العطف لا تحذف، فإن استقر ذلك ظهر الفرق بين إياك من أن تحذف وإياك من الأسد، وإن حمل إياك الأسد في الجواز على إياك أن تحذف =