النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 392 - الجزء 1

  وإن كان (من) فهي لا تحذف إلا مع أن والفعل قياسا لطولها بصلتها، وفيما عداه من الأسماء الصريحة نحو (استغفرت اللّه ذنبا)⁣(⁣١) سماعا، وأجاز طاهر⁣(⁣٢) وأبو البقاء حذفه، واحتجوا بقوله:

  [٢٠٩] إيّاك إيّاك المراء فإنه ... إلى الشر دعّاء وللشر جالب⁣(⁣٣)

  وهو ضعيف لوجوه أحدها، إنه لضرورة الشعر.

  الثاني: على خلاف القياس، واستعمال الفصحاء.

  الثالث: قال الخليل:⁣(⁣٤) إن إيّاك إياك من المكرر وهو مستقل، والمراء كلام آخر منصوب بفعل مقدر، أي: دع المراء.

  الرابع: إن (من) مقدرة، والمراء مصدر بمعنى أن تماري.

  وقد ترك المصنف بابا آخر يجب حذف فعله وهو الإغراء⁣(⁣٥) وله ثلاث


= فخطأ، لأن حرف الجر لا يحذف عن باب الأسد ويحذف عن باب أن، وحذف حرف العطف ممتنع مطلقا) ...

(١) ينظر شرح الرضي في توجيه هذا القول ١/ ١٨٣.

(٢) ينظر شر المقدمة المحسبة ٢/ ٣٦٠.

(٣) البيت من الطويل، وهو للفضل بن عبد الرحمن في خزانة الأدب ٣/ ٦٣، وله ولغيره، ينظر الكتاب ١/ ٢٧٩، والمقتضب ٣/ ٢١٣، والخصائص ٣/ ١٠٢، وشرح المفصل لابن يعيش ٢/ ٢٥، وشرح المصنف ٣٧، وأمالي ابن الحاجب ٢/ ٦٨٦، وشرح الرضي ١/ ١٨٣، ورصف المباني ٢١٦، واللسان مادة (أيا) ١/ ١٨٨، ومغني اللبيب ٨٩٠.

والشاهد فيه قوله: (المراء) حيث نصبه بعد إياك مع حذف حرف العطف وهو ضعيف لوجوه ذكرها الشارح.

(٤) هذا التعليق على الشاهد منقول من شرح المصنف ٣٧ بتصرف دون عزو، وينظر رأي الخليل في الكتاب ١/ ٢٧٩.

(٥) هذه العبارة منقولة عن الرضي في ١/ ١٨٣ مع التفصيل من الشارح دون عزو إلى الرضي.