النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المفعول له

صفحة 403 - الجزء 1

  بمثالين، لأن منهم من جعل الفعل علة في المصدر، فلا يستقيم لكم ذلك في (قعدت عن الحرب جبنا)⁣(⁣١) أن يكون القعود سببا في الجبن بل العكس.

  قوله: (خلافا للزجاج فإنه عنده مصدر)⁣(⁣٢) يعني المفعول لأجله وناصبه عنده مقدر من لفظه تقديره، ضربته فأدبته تأديبا، وقيل على حذف مضاف أي (ضرب تأديب) وعند الكوفيين⁣(⁣٣) أنه مصدر أيضا وعامله الموجود لأنه في معناه، كما في (قعدت جلوسا) والبصريون جعلوه بابا مستقلا مفعولا لأجله، وعامله الموجود بواسطة اللام.

  قوله: (وشرط نصبه تقدير اللام)⁣(⁣٤) وذلك لأنها إن ظهرت جرته، وإن لم تقدر لم تفهم منه العلة، و (المفعول له) ينجر بالباء نحو: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا}⁣(⁣٥) وب (من) نحو: {مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا}⁣(⁣٦) و (جئت من


(١) ينظر شرح الرضي ١/ ١٩٢، وينظر شرح المصنف ٣٩.

(٢) والواقع أن الزجاج يقول بمصطلح المفعول له وذلك عند تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة في كتابه (معاني القرآن وإعرابه) ١/ ٦٣ (يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت).

قال الزجاج: والمعنى يفعلون ذلك لحذر الموت، وليس نصبه لسقوط اللام، وإنما نصبه أنه في تأويل المصدر كأنه قال: (يحذرون حذرا). وقال حذر الموت مفعول له، ينظر شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨١٥، والهمع ٣/ ١٣٣.

(٣) ينظر رأي الفريقين في شرح الرضي ١/ ١٩٢، والكتاب ١/ ٣٦٩ - ٣٧٠، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨١٤.

(٤) ينظر شرح المصنف ٣٨.

(٥) النساء ٤/ ١٦٠ وتمامها: {... حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً ...}.

(٦) المائدة ٥/ ٣٢ (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ...)