النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 404 - الجزء 1

  خوفك) وباللام نحو: (جئت للسمن) إلا أنه لا تقدر إلا اللام، دون (الباء) و (من) لكثرتها.

  قوله: (وإنما يجوز حذفها إذا كان فعلا لفاعل الفعل) يعني لا يجوز حذف اللام من المفعول له إلا بشروط ثلاثة وفيه تفصيل، إن كان اسما جامدا، نحو: (جئت للسمن)⁣(⁣١) وإن كان مصدرا، فإن كان (إن وإنّ) جاز دخولها وحذفها، نحو: (أزورك إن تحسن إلي) و (لأن تحسن إليّ) و (وإنّك تحسن إليّ) و (لأنك تحسن إليّ)، وإن كان صريح المصدر، فإن اختلت الشروط أو أحدها لم يجز حذفها، وإن اجتمعت، فإن كان مفردا فلا يصح حذفها نحو (جئتك للإكرام) ويجوز حذفها عند سيبويه⁣(⁣٢) نحو قوله:

  [٢١١] لا أقعد الجبن عن الهيجاء ... ولو توالت زمر الأعداء⁣(⁣٣)

  ومنع المبرد من جواز حذفها⁣(⁣٤) إلا على تقدير زيادة لام التعريف، وإن كان منكرا، فلا خلاف في حسن حذفها نحو: (جئتك إكراما لك) ويجوز لإكرامك، قال:

  [٢١٢] ... ... مخافة ورع المجبور


(١) ينظر شرح المصنف ٣٩، وشرح الرضي ١/ ١٩٣.

(٢) ينظر الكتاب ١/ ٣٦٩.

(٣) الرجز بلا نسبة في ابن عقيل ١/ ٥٧٥، وينظر شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨١٥، وهمع الهوامع ٣/ ١٣٤.

والشاهد فيه قوله: (لا أقعد الجبن) حيث جاء مفعولا لأجله ونصبه مع أنه محلى بأل، وقد اختلف النحاة في مجيء المفعول لأجله معرفا بأل، ومذهب سيبويه والزمخشري جواز ذلك والشواهد تؤيد رأيهما.

(٤) ينظر المقتضب ٢/ ٣٤٧، والأصول ١/ ٢٠٨.