المنصوبات
  الثاني قوله: (لفاعل الفعل المعلل)(١) أن يكون المصدر فعلا لفاعل الفعل الأول الذي علل، فخرج من هذا مالا تعليل فيه، كالمفعول المطلق وأتيته ركضا، وما كان فاعل المصدر غير فاعل الفعل نحو: (جئت لأكرامك لي) قال:
  [٢١٥] وإني لتعرونى لذكراك هزة ... كما انتفض العصفور بلله القطر(٢)
  وهذا مختلف فيه، فمنهم من اشترط أن يكون فاعلها واحدا، كابن الحاجب(٣)، وإلا وجبت اللام، ومنهم من لم يشترط، واحتج بقوله تعالى:
  {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً}(٤) وبقوله:
  [٢١٦] أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدرا ... بكاء على عمرو وما كان أصبرا(٥)
  فإن الإراه من اللّه والخوف والطمع من فعلهم، والبكاء منها وتحدر
(١) قال الرضي في ١/ ١٩٢: يعني أن تقدير اللّام شرط انتصاب المفعول له لا شرط كون الاسم مفعولا له.
(٢) البيت من الطويل، وهو لأبي صخر الهذلي في شرح أشعار الهذلين ٢/ ٩٥٧، وينظر الإنصاف ١/ ٢٥٣، وشرح المفصل ٢/ ٦٧، وأمالي ابن الحاجب ٢/ ٦٤٦، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨١٣، وشرح ابن عقيل ٢/ ٢٠، وشرح شذور الذهب ٢٥٣، وهمع الهوامع ٣/ ١٣٢، وخزانة الأدب ٣/ ٢٥٤ - ٢٥٥.
والشاهد فيه قوله: (لذكراك) فإن اللام فيه للتعليل.
(٣) ينظر شرح المصنف ٣٩.
(٤) الرعد ١٣/ ١٢ وتمامها: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ}
(٥) البيت من الطويل وهو لامرئ القيس في ديوانه ٦٩، وينظر شرح ابن عقيل ٢/ ١٥١، وخزانة الأدب ٩/ ٢١١.
والشاهد فيه قوله: (بكاء) حيث جاءت مفعولا لأجله مثل الآية {خَوْفاً وَطَمَعاً}.