النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 406 - الجزء 1

  الثاني قوله: (لفاعل الفعل المعلل)⁣(⁣١) أن يكون المصدر فعلا لفاعل الفعل الأول الذي علل، فخرج من هذا مالا تعليل فيه، كالمفعول المطلق وأتيته ركضا، وما كان فاعل المصدر غير فاعل الفعل نحو: (جئت لأكرامك لي) قال:

  [٢١٥] وإني لتعرونى لذكراك هزة ... كما انتفض العصفور بلله القطر⁣(⁣٢)

  وهذا مختلف فيه، فمنهم من اشترط أن يكون فاعلها واحدا، كابن الحاجب⁣(⁣٣)، وإلا وجبت اللام، ومنهم من لم يشترط، واحتج بقوله تعالى:

  {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً}⁣(⁣٤) وبقوله:

  [٢١٦] أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدرا ... بكاء على عمرو وما كان أصبرا⁣(⁣٥)

  فإن الإراه من اللّه والخوف والطمع من فعلهم، والبكاء منها وتحدر


(١) قال الرضي في ١/ ١٩٢: يعني أن تقدير اللّام شرط انتصاب المفعول له لا شرط كون الاسم مفعولا له.

(٢) البيت من الطويل، وهو لأبي صخر الهذلي في شرح أشعار الهذلين ٢/ ٩٥٧، وينظر الإنصاف ١/ ٢٥٣، وشرح المفصل ٢/ ٦٧، وأمالي ابن الحاجب ٢/ ٦٤٦، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨١٣، وشرح ابن عقيل ٢/ ٢٠، وشرح شذور الذهب ٢٥٣، وهمع الهوامع ٣/ ١٣٢، وخزانة الأدب ٣/ ٢٥٤ - ٢٥٥.

والشاهد فيه قوله: (لذكراك) فإن اللام فيه للتعليل.

(٣) ينظر شرح المصنف ٣٩.

(٤) الرعد ١٣/ ١٢ وتمامها: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ}

(٥) البيت من الطويل وهو لامرئ القيس في ديوانه ٦٩، وينظر شرح ابن عقيل ٢/ ١٥١، وخزانة الأدب ٩/ ٢١١.

والشاهد فيه قوله: (بكاء) حيث جاءت مفعولا لأجله مثل الآية {خَوْفاً وَطَمَعاً}.