المنصوبات
  الدموع من اللّه، وأجاب المانعون بأنّ انتصاب الآية والبيت على الحال، أو على تقدير مضاف، أي إرادة خوفكم وطمعكم ويكون الخوف بمعنى الإخافة.
  الثالث قوله: (وأن يكون مقارنا له في الوجود)(١) فإنه لم يقارنه وجبت اللام نحو: (أسلمت لدخول الجنّة، وجئتك اليوم لإكرامك لي أمس)، وأجازه بعضهم، وزعم أنه رأي المتقدمين، واحتج بنحو: (ضربته تأديبا)، فإن التأديب غير مقارن للضرب، فإن قيل تقدير الإرادة مقارنة، قلنا وكذلك هنا، وأجيب بأن التأديب متصل بالضرب فهو كالمقارن، وإنما جاز حذف اللام مع اجتماع هذه الشروط لمشابهته المصدر، فإن المصدر فعل لفاعل الفعل، ومقارن له في الوجود، فلما شابهه تعدى إليه من غير واسطة اللام كتعديته إلى المصدر، لقوة الدلالة، والمراد بحذف اللام مع الشرط حذف جواز لا وجوب.
(١) فإذا اختلف الزمان وجبت اللام (وإن تشاركا في الزمان بأن يقع الحدث في بعض زمان المصدر كجئتك طمعا وقعدت عن الحرب جبنا، أو يكون أول زمان الحدث آخر زمان المصدر نحو: حبستك خوفا من فرارك أو بالعكس ونحو: جئتك اصلاحا لحالك، وشهدت الحرب إيقاعا للهدنة بين الفريقين ... فليس ها هنا حدثان في الحقيقة حتى يشتركا في زمان بل هما في الحقيقة حدث واحد ...) ينظر شرح الرضي ١/ ١٩٣.