النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 414 - الجزء 1

  سيبويه⁣(⁣١) أنه فعل مقدر، ولا يقدر إلا مع المصدر، والجار والمجرور، إذا دخل عليهما الاستفهام ولا عمل لهما، وعند الفارسي:⁣(⁣٢) أنهما العاملان من غير تقدير وقد يقدر الفعل مع الاستفهام وحده، نحو (ما أنت وقصعة من ثريد) و (كيف أنت وقصعة من ثريد) والمقدر (كان) أو (يكون) التامتان⁣(⁣٣)، لأنهما يقدران هاهنا كثيرا، والنصب قليل، والعطف أجود، وزعم ابن عصفور⁣(⁣٤) أنه يتعين النصب حيث يريد معنى المعية لأنه يفوت بالعطف، فحصل من هذا [و ٥٢] أن العطف ينقسم إلى واجب العطف ومختاره، وواجب المعية ومختارها، ومستوى الأمرين، فواجب العطف حيث لا يكون ثم فعل ولا معناه، نحو (زيد وعمرو أخواك) و (وكل رجل وضيعته) ومختاره في المنصوب الذي لا يتغير فيه المعنى نحو (رأيت زيدا وعمرا) وفي المجرور الذي لا يتعذر العطف ولا يتغير المعنى، نحو (مررت بزيد وعمرو) وفي الاستفهام الذي لا مصدر له نحو (ما أنت وقصعة من ثريد) وواجب المعية حيث يتعذر العطف نحو (جئت وزيدا) و (مررت بك وزيدا) وحيث يتغير المعنى نحو (استوى الماء والخشبة) و (جاء


(١) ينظر على شيء لو ظهر حتى يلفظوا به لم ينقض ما أرادوا (من المعنى حين حملوا الكلام على (ما) و (كيف)

(٢) ينظر المقتصد في شرح الإيضاح ١/ ٦٦٢.

(٣) ينظر شرح المفصل ٢/ ٥١، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨٩٥، وشرح الرضي ١/ ١٩٧. قال سيبويه فيما نقله الرضي عنه: قال سيبويه: إذا نصبت ما بعد الواو هاهنا مع قلته وضعفه وذلك لكثرة وقوعهما هاهنا والشيء إذا كثر وقوعه في موضع جاز حذف تخفيفا وصار كأنه منطوق به) ١/ ١٩٧ الرضي.

(٤) ينظر همع الهوامع ٣/ ٢٣٥.