النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 413 - الجزء 1

  [٢٢٠] وما أنا والسير في متلف ... يبرح بالذكر الضابط⁣(⁣١)

  فإنه جاز النصب مع غير جار ومجرور فبالأولى معهما.

  قوله: (وإلا تعين النصب)⁣(⁣٢) يعني حيث لا يصح العطف إما لتغير شرطه نحو (مالك وزيدا، وما شأنك وعمرا)⁣(⁣٣) لأنه لا يعطف على الضمير المجرور إلا بإعادة الجار⁣(⁣٤)، ومن أجاز العطف بغير إعادة الجار، أجاز المعية، أو لتغير المعنى نحو (لا تنه عن القبيح وإتيانه) ومثل بمثالين في معنى العطف، الفعل مع الاستفهام؛ أحدهما: في الجار والمجرور والآخر في المصدر.

  قوله: (لأن المعنى ما تصنع؟) هذا تفسير العامل المعنوي لأنه عند


(١) البيت من المتقارب وهو لأسامة بن حبيب الهذلي في شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٢٨٩، وينظر الكتاب ١/ ٣٠٣، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٢٨، والمفصل ٥٩، وشرحه لابن يعيش ٢/ ١٥٢، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨٩٥، ورصف المباني ٤٨٤. ويروى فيه مدلج بدل متلف، وهمع الهوامع ٣/ ٢٤٢.

والشاهد فيه قوله: (وما أنا والسير) والسير منصوب بفعل محذوف على ما قاله سيبويه ١/ ٣٠٣، وإن كان ابن الحاجب ينكر إعرابه بفعل محذوف بل يجعله من المفعول معه.

(٢) ينظر شرح المصنف ٣٩، وشرح الرضي ١/ ١٩٧.

(٣) قال ابن يعيش في شرحه ٢/ ٥٠ (فهو نصب أيضا وإنما نصبوا هاهنا لأنه شريك الكاف في المعنى، ولا يصح عطفه عليها لأن الكاف ضمير مخفوض والعطف على الضمير المخفوض لا يصح إلا بإعادة الخافض، ولم يجز رفعه بالعطف على الشأن، لأن لم يرد أن يجمع بينهما، وإنما المراد ما شأنك وشأن عمرو) ... وينظر شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨٨٩.

(٤) ذهب الكوفيون إلى جواز العطف على الضمير المجرور بلا إعادة الجار ينظر الإنصاف ٢/ ٤٦٣.