النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 426 - الجزء 1

  المعنوي لأنه في حكم جواب سؤال مقدر، وهو أن يقال: أنتم شبهتهم الحال بالظرف في كونه فضلة مقدرا ب (في) وقد جاز في الظرف تقديمه على عامله المعنوي فأجيزوه فيما شبه به وهو الحال، وجوابه أن الظروف اتسع فيها لكثرتها، وأيضا فالمشبه دون المشبه به، وقد أجاز بعض الكوفيين والأخفش⁣(⁣١) تقديم الحال على عامله المعنوي إذا كان حرفا [ظ ٥٣] أو ظرفا بشرط تقدم المبتدأ نحو (زيد قائما في الدار) لأن تقدمه على جزء واحد كلا تقديم، لأنه بعد المبتدأ، والمبتدأ يطلب خبره فكأنه قرينة التقديم واحتج بقوله تعالى: {وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}⁣(⁣٢) و {ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا}⁣(⁣٣) في قراءة من نصب مطويات، وخالصة فصار كقولك (زيد في الدار قائما) ست صور اثنتان ممتنعتان بلا خلاف وهما (قائما زيد في الدار) و (قائما في الدار زيد) وثلاث جائزات بلا خلاف وهي: (زيد في الدار قائما) و (في الدار زيد قائما) و (في الدار قائما زيد) لأن عامل الحال الظرف وصاحبها مستتر فيه وهما متقدمتان على الحال، وواحدة مختلف فيها وهي (زيد قائما في الدار) وفصل ابن


(١) ينظر شرح الرضي ١/ ٢٠٦.

(٢) الزمر ٣٩/ ٦٧ وتمامها: {وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ}

قرأ الجمهور مطويات بالرفع على أنها خبر المبتدأ والجملة حال وبيمينه متعلق بمطويات.

وقرأ عيسى والجحدري بنصب مطويات، فتكون حالا أو منصوب بفعل مقدر. ينظر فتح القدير للشوكاني ٤/ ٤٧٥، والبحر المحيط ٧/ ٤٢٢.

(٣) الأنعام ٦/ ١٣٩ وتمامها: {وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} قرأ قتادة خالصة بالنصب على الحال من الضمير في متعلق الظرف الذي هو صلة لما، وخبر المبتدأ محذوف كقولك: الذي في الدار قائما زيد، هذا قول البصريين ينظر إعراب القرآن للنحاس ٢/ ٩٩ - ١٠٠، والبحر المحيط ٤/ ٢٣٤، وفتح القدير ٢/ ١٦٧.