المنصوبات
  بالخالية من أول الأمر بخلاف الواو، وذهب الأكثرون أنها جائزة فصيحة واحتجوا بقوله تعالى: {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}(١) {وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}(٢) وقوله:
  [٢٣٥] نصف النهار الماء غامره(٣) ... ...
  قوله: (والمضارع المثبت بالضمير وحده)(٤) تقول (جاء زيد يضحك)، ولا تقول (ويضحك) بالضمير والواو، (ولا يضحك عمرو) وبالواو وحده، وأجازه بعضهم نحو (قمت وأصكّ وجهه)(٥) وقوله:
  [٢٣٦] فلما خشيت أظافيرهم ... نجوت وأرهنتهم مالكا(٦)
= فاه إلى فيّ بإضمار جاعلا أو ملاصقا كأنه قال: كلمته جاعلا فاه إلى فيّ أو ملاصقا فاه إلى فيّ)
(١) البقرة ٢/ ٣٦ وتمامها: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ} وفي الأعراف مثلها ٧/ ٢٤.
(٢) الزمر ٣٩/ ٦٠ وتمامها: {أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ}
(٣) صدر بيت من الكامل، وعجزه:
ورفيقه بالغيب لا يدري
وهو للمسيب بن علس في شرح شواهد المغني ٢/ ٨٧٨، وله ولغيره، وينظر جمهرة اللغة ١٢٦٢، وسر صناعة الأعراب ٢/ ٦٤٢، وشرح المفصل ٢/ ٦٥، وشرح الرضي ١/ ٢١٢، ورصف المباني ٤٨١، وتذكرة النحاة ٦٨٣، والمغني ٦٥٦، وهمع الهوامع ٤/ ٤٧، وخزانة الأدب ٣/ ٢٣٣ - ٢٣٥.
والمعنى: يصف غائصا لطلب اللؤلؤ انتصف النهار وهو غائص وصاحبه لا يدري ما ماله.
والشاهد فيه قوله: (الماء غامره) يريد الماء غامره بتقدير الواو الرابطة في الجملة الاسمية الواقعة حالا.
(٤) قال المصنف في شرحه ٤١: يعني من غير واو لأنه منزل منزلة اسم الفاعل في المعنى وجار عليه في اللفظ فأجري مجراه في الاستغناء عن الواو واحتيج إلى الضمير كما احتيج في الأصل إلى الضمير).
(٥) يروى (وأصك عينه) بدل (وجهه) ينظر شرح ابن عقيل ١/ ٦٥٦.
(٦) البيت من المتقارب وهو لعبد اللّه بن همام السلولي في الشعر والشعراء ٢/ ٦٥١، وشرح =