النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 438 - الجزء 1

  وجب تقديرها في الماضي المثبت دون المنفي إذا كان حالا، لأنه قد تقّضى فأتى ب (قد) تقربه من الحال بخلاف المنفي فإن النفي فيه مستمر إلى ذلك الحال غالبا.

  قوله: (ويجوز حذف العامل) هذا الحذف قياس إلا أنه لا بد فيه من قرينة، وهو على ضربين، جواز ووجوب⁣(⁣١)، والجواز قرينة حالية ومقالية كقولك: [للمسافر]⁣(⁣٢) (راشدا مهديا) و (مصاحبا معانا) لمن رأيت عليه أهبة السفر، تقديره اذهب، والمقالية في جواب الاستفهام والنفي، كقولك راكبا، لمن قال: (كيف قدم زيد) وبلى راكبا لمن قال: ما قدم، قال اللّه تعالى:

  {بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ}⁣(⁣٣) أي بلى نجمعها قادرين⁣(⁣٤)، والوجوب في مواضع منها ما وقع الحال فيه نائبا عن الخبر، نحو (ضربي زيدا قائما) ومنها الحال المثبتة ازدياد ثمن أو غيره شيئا فشيئا مقرونة بالفاء أو ثم، نحو (شريته بدرهم فصاعدا) أو ثم زائدا، أي ذهب الثمن صاعدا، ومنها أسماء جامدة متضمنة للتوبيخ مع همزة الاستفهام وبدونها نحو (أتميما مرة وقيسيا أخرى)⁣(⁣٥) و (أقائما وقد قعد الناس) و (أقاعدا وقد سار الراكب) أي أتتحول، وأتقوم وأتقعد؟ قال:

  [٢٣٨] أفي السلم أعيارا جفاء وغلظة ... وفي الحرب أشباه النساء العوارك⁣(⁣٦)


(١) ينظر شرح الرضي ١/ ٢١٤، والعبارة منقولة بتصرف.

(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٣) القيامة ٧٥/ ٤.

(٤) ينظر الكتاب ١/ ٣٤٦.

(٥) ينظر شرح الرضي ١/ ٢١٤ والعبارة من قوله والوجوب إلى قوله وقيسيا أخرى منقولة من الرضي بتصرف دون إسناد للرضي في ١/ ٢١٤.

(٦) البيت من البحر الطويل، وهو لهند بنت عتبة، ينظر الكتاب ١/ ٣٤٤، وشرح أبيات =