المنصوبات
  قُوَّةٍ أَنْكاثاً}(١) والعامل عندهم الفعل الموجود في الفعلية، واختلفوا في عامل الاسمية فقال سيبويه والجمهور(٢): يقدر بعد الجملة تقديره: (زيد أبوك حقه عطوفا) وقال الزجاج:(٣) هو الخبر متأولا بمسمى. وقال ابن خروف:(٤) هو المبتدأ لتضمنه معنى التنبيه، وقال ابن مالك(٥) ونجم الدين:(٦) العامل هو معنى الجملة كأنه قال: (يعطف عليك أبوك عطوفا) والزمخشري(٧) وجماعة أجازوا الحال المؤكدة في الجملة الاسمية دون الفعلية، فإن ما بعدها يكون مفعولا مطلقا، والفراء(٨) والسهيلي(٩) وجماعة نفوها في الجملة الاسمية والفعلية مطلقا، لأن الحال لا تكون إلا مبينة لهيئة فاعل أو مفعول، وهذه تفيد الثبوت، وهي منتصبة عند الفراء على القطع، وعند السهيلي إن كان من لفظ الأول فمفعول مطلق، وإلا تؤول بالمتنقل إن لم [يكن] «* ١٠» من لفظه.
= النمل ٢٧/ ١٩، وتمامها: {فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها}
(١) النحل ١٦/ ٩٢ وتمامها: {... تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ ...}
(٢) ينظر الكتاب ١/ ٢٥٧، وشرح المفصل ٢/ ٦٥، وشرح الرضي ١/ ٢٢٥، والهمع ٤/ ٣٩.
(٣) ينظر رأي الزجاج في شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٥٨، والهمع ٤/ ٤٠.
(٤) ينظر المصدر السابق، والهمع ٤/ ٤٠.
(٥) قال ابن مالك في شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٥٤: (ويؤكد بها في بيان تعين، أو فخر، أو تعظيم، أو تصاغر، أو تحقير، أو وعيد، خبر جملة جزآها معرفتا جامدان جمودا محضا، وعاملها (أحق) أو نحوه مضمرا بعدها لا الخبر موؤلا بمسمى خلافا للزجاج، ولا المبتدأ مضمنا تنبيها خلافا للزجاج، ولا المبتدأ مضمنا تنبها خلافا لابن خروف) وما نقله الرضي عن ابن مالك مخالف لما ذكر في شرح التسهيل.
(٦) ينظر شرح الرضي ١/ ٢٢٥.
(٧) ينظر رأي الزمخشري في المفصل ٦٣.
(٨) ينظر رأي الفراء في معاني القرآن للفراء ١/ ٢٠٠، وهمع الهوامع ٤/ ٣٩.
(٩) ينظر رأي السهيلي في المصدر السابق همع الهوامع.
(* ١٠) زيادة يقتضيها السياق.