النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 440 - الجزء 1

  بخلاف عطوفا، فإنه مقرر للأبوة لأن من شأنها التعطف⁣(⁣١).

  قوله: (وشرطها أن تكون مقرّرة لمضمون جملة اسمية) اختلف في مراده، فقال ركن الدين:⁣(⁣٢) مراده يجب الحذف إذا كانت الجملة المذكورة اسمية، وأما إذا كانت فعلية نحو: {ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}⁣(⁣٣)، فلا يجب الحذف⁣(⁣٤)، وقيل مراده إن الحال المؤكدة لا تكون إلا جملة اسمية فقط، ولا تكون جملة فعلية، وهذه مسألة خلاف، فالجمهور يثبتونها في الاسمية والفعلية مطلقا، مثال الاسمية (زيد أبوك عطوفا)، وقوله تعالى: {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً}⁣(⁣٥) و {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ}⁣(⁣٦) وقوله:

  [٢٤٠] أنا ابن دارة معروفا بها نسبى ... وهل بدارة يا للناس من عار⁣(⁣٧)

  لأنه مثل في الشهرة، ومثال الفعلية قوله: {ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}⁣(⁣٨) {وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}⁣(⁣٩) {فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً}⁣(⁣١٠) [ظ ٥٥] {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ


(١) ينظر شرح المصنف ٤١، وشرح المفصل ٢/ ٦٤، وشرح الرضي ١/ ٢١٥.

(٢) ينظر الوافية في شرح الكافية ١٢٧.

(٣) التوبة ٩/ ٢٥.

(٤) ينظر شرح الرضي ١/ ٢١٤.

(٥) البقرة ٢/ ٩١، {وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ ...}

(٦) آل عمران ٣/ ١٨ وتمامها: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

(٧) البيت من البسيط، وهو لسالم بن دارة في الكتاب ٢/ ٧٩، والخصائص ٢/ ٢٦٨، ٣/ ٦٠، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٥٤٧، وشرح المفصل ٢/ ٦٤، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٥٧، وشرح الرضي ١/ ٢١٥، وشرح ابن عقيل ١/ ٦٥٤، وشرح شذور الذهب ٢٦٩، والبحر المحيط ٢/ ٣٩٣، والخزانة ٤/ ٢٦٥.

والشاهد فيه قوله: (معروفا) فإنه حال أكدت مضمون الجملة التي قبلها.

(٨) التوبة ٩/ ٢٥.

(٩) مريم ١٩/ ٣٣ وتمامها: {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}