النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 451 - الجزء 1

  للجملة ولم يكن جملة، لأن الإبهام نشأ من نسبة الصفة إلى الضمير، وليست الصفة مع ضميرها جملة، بل هي مفرد معه، وإنما شابهت الجملة من حيث إنّ فيها مسندا ومسندا إليه، وقال نجم الدين:⁣(⁣١) المضاهي ما شابه الجملة، والمشابه اسم الفاعل نحو: (زيد متفتق شحما) واسم المفعول نحو (زيد متفتق شحما) و (الأرض مفجّرة عيونا) والصفة المشبهة نحو (زيد حسن وجها) وأفعل التفضيل نحو: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَراً}⁣(⁣٢). و {خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا}⁣(⁣٣). والمصدر نحو (يعجبني طيبه أبا) وكذلك ما كان فيه معنى الفعل نحو (حسبك بزيد رجلا) و (يا لزيد فارسا) و (ويلم زيد رجلا) وقد دخل.

  قوله: (أو إضافة في شبه الجملة) وإنما كثّر الأمثلة، لأن في كل واحدة منها فائدة ف (طاب زيد نفسا) مثال الجملة (وزيد طيب أبا) مثال لما يصح جعله لمن انتصب عنه من المضاهي وهو غير جنس، و (أبوّة) جنس (دارا) لما يصح جعله لما انتصب عنه وهو غير جنس (وأبوّة) جنس، و (علما) لما هو جنس.

  قوله: (أو في إضافة مثل: يعجبني طيبه أبا، وأبوّة ودارا وعلما⁣(⁣٤) وللّه دره فارسا) وإن كان قد دخل في جملة الإضافة لاحتماله الحال.


(١) ينظر شرح الرضي ١/ ٢٢٠.

(٢) الكهف ١٨/ ٣٤ وهي: {وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَراً}

(٣) الفرقان ٢٥/ ٢٤، وهي بتمامها: {أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا}

(٤) قال الرضي في شرحه ١/ ٢٢٠، تفصيل للتمييز الكائن عن النسبة وذلك أن يقال: إما أن يكون نفس ما انتصب عنه لا غير نحو (كفى زيد رجلا).